خوله مناصرة
يتناقل الناس في مجتمعنا قصصا مؤلمة عن أطفال خرجوا ولم يعودوا إلى منازل ذويهم، وأطفال تعرضوا للاغتصاب، والقتل. كلها قصص تدمي القلب لما آل إليه حال الطفولة البريئة على أيدي مجرمين ومرضى نفسيين. فكيف يمكن للأهل حماية أطفالهم من خطر هؤلاء الغرباء المجرمين؟
يلتقي الأطفال بالغرباء كل يوم في الشارع، والمتاجر، وفي الحديقة العامة، وفي أحيائهم. ومعظم هؤلاء الغرباء هم أشخاص طيبون وأناس عاديون، ولكن بعضهم قد لا يكون كذلك. ويمكن للآباء حماية أبنائهم من الغرباء الخطرين عن طريق تعليمهم كيفية التعامل مع الغرباء الذين يظهرون سلوكاً مريباً، واتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة. والغريب هو أي شخص لا يعرفه أحد أفراد العائلة معرفة جيدة. ومن الشائع بين الأطفال الاعتقاد بأن أشكال الغرباء الأشرار مخيفة، مثل الأشرار في الرسوم المتحركة. وهذا ليس صحيحاً، ومن الخطير أن يفكر الأطفال بهذه الطريقة. فقد يكون الغرباء ذوي أشكال طبيعية لكنهم أشرار. لذلك يجب أن توضح لأطفالك أن لا أحد يستطيع معرفة ما إذا كان الغرباء طيبين أم لا فقط من خلال أشكالهم، ولذا يجب أن نكون حذرين مع كل الغرباء.
ولكن لا يجب أن يفهم الأطفال أن كل الغرباء أشرار، فيصاب الطفل بالرعب الدائم والخوف من أي غريب يقترب منه. يجب أن يعرف الأطفال في حالة الحاجة إلى المساعدة كحالة الضياع، أو التعرض للتهديد من قبل متنمر، ما يجب عمله، وطلب المساعدة من غرباء موثوقين.
والغرباء الموثوقون هم أشخاص يمكن للأطفال طلب المساعدة منهم عند الحاجة. مثل رجال الشرطة، والإطفاء، و المعلمين، ومديري المدارس، أو الذهاب إلى مكان عام لطلب المساعدة مثل: المتاجر ، والمطاعم، ومنازل الأقارب وأصدقاء العائلة في المنطقة.
ولعل أهم طريقة لحماية الأطفال تعليمهم أن يكونوا حذرين من حالات يحتمل أن تكون خطرة، وهذا من شأنه أن يساعدهم في التعامل مع الغرباء، وكذلك مع الكبار الذين قد لا تكون لديهم نوايا حسنة تجاههم. ثم مساعدة الأطفال على التعرف على علامات السلوك المريب، مثل أن يُطلب منهم عصيان أوامر الوالدين أو فعل شيء بدون الحصول على إذن ،أو الحفاظ على أسرار معينة، أو طلب مساعدة غير عادية، فالغرباء الكبار يجب ألا يطلبوا المساعدة من الأطفال، بجعلهم يشعرون بعدم الارتياح بأي شكل من الأشكال. وإذا حصل أي من هذه الأمور فعليهم التوجه إلى شخص موثوق على الفور وتبليغه بما حدث.
ويجب أن يتعلم الطفل أن لا يذهب إلى أي مكان قبل أن يعطي الوالدين خبرا. ويجب أن يتعلم الطفل أن يقول لا عند إحساسه بالخطر، وان يهرب ويصيح بصوت عال للمحافظة على سلامته، حتى لو كان في المنزل. ويمكن إعطاء الطفل بعض الأمثلة لأوضاع خطرة قد يمر بها مثل: وجود شخص غريب لطيف يتجه نحوه في الشارع ويطلب منه أي نوع من المساعدة، أو أن تدعوه امرأة تعيش في منطقته ولم يسبق للطفل التحدث إليها من قبل إلى منزلها لتناول الحلوى. أو أن يعرض عليه رجل غريب توصيله إلى المنزل. أو إذا شعر الطفل أن هناك شخصا يتعقبه. أو قيام شخص يعرفه الطفل بعمل شيء يجعل الطفل يحس بعدم الارتياح كملامسة جسمه. أو يصادفه شخص غريب أثناء سيره في الطريق يقف بسيارته ويسأل عن عنوان معين.
وبالإضافة إلى تعليم الأطفال كيفية التعرف والتعامل مع الحالات الخطرة والغرباء، هناك بعض الأشياء التي يجب أن يتأكد منها الآباء لمساعدة أطفالهم على البقاء في أمان، وتجنب المواقف الخطرة ومنها:
• معرفة مكان الأطفال في جميع الأوقات. وهذه قاعدة مهمة في التعامل فيجب على الأطفال أن يأخذوا الإذن أو التبليغ بمكان وجودهم قبل الذهاب إلى أي مكان. وان يعرف الطفل أرقام هاتف المنزل والخلوي والعمل حتى يتمكن من الوصول إلى الأهل في جميع الأوقات والأماكن.
• تحديد الأماكن الآمنة للطفل. التي يستطيع أن يلعب فيها، والطرق الآمنة والمسارات التي ينبغي السير فيها، والأماكن الآمنة التي يجب أن يقصدها الطفل فوراً إذا حدثت مشكلة.
• تعليم الأطفال الثقة بغرائزهم. فإذا شعروا بالخوف أو بعدم الارتياح، فعليهم الابتعاد بأسرع ما يمكن وتبليغ أحد البالغين بما حدث.
• تعليم الأطفال الحزم. وان يقول «لا» لأي شخص بالغ يسلك سلوكاً مريباً، والهرب في حالات الشعور بالخطر.
• تشجيع الأطفال على مرافقة الأطفال الآخرين واللعب معهم، فمن الأسلم الوجود وسط تجمعات.

JoomShaper