هل من الضروري مخاطبة «الطفل» خلال فترة الحمل؟ بحسب باحثين كنديين، تأتي الإجابة على هذا السؤال بنعم كبيرة. فبعد وضع قطب كهربائي على قحف 16 رضيعاً، أظهروا بالفعل بأنّ صوت الوالدة «مميّز جداً» لهم... الشرح. أجرت الدكتورة ماريز لاسوند وزملاؤها من قسم الطب النفسي في جامعة مونتريال والمركز الإستشفائي الجامعي سانت جوستين تخطيطات عن النشاط الدماغي لدى المولودين في خلال 24 ساعة التي تلي الولادة. وللمرة الأولى يخضع فيها أفراداً صغاراً لهذا الإستكشاف. أجريت التحاليل خلال نومهم. «لقد طلبنا من كلّ والدة ان تصدر صوتاً قصيراً يتضمّن حرف "أ" كما في كلمة "ألو". وقد كرّرنا التمرين عبر استبدال الوالدة بالممرضة التي أتت بالأطفال إلى المختبر» شرحت لنا ماريز لاسوند.
والنتيجة، في الحالة الأولى ومباشرة بعد أن أسمعت الوالدة صوتها، ترجمت التسجيلات الإشعاعية بوضوح ردات فعل نصف كرة الدماغ الأيسر لدى الطفل. إنما هذا الأخير يرتبط «بالعلاج اللغويّ والشفهي الحركي». وفي المقابل، عندما تكلّمت الممرضة، تفاعل نصف كرة الدماغ الأيمن. إنما هذا القسم من الدماغ يشترك أكثر «في التعرّف الصوتي».
إذا لم يبق الطفل غير حسّاس تجاه صوت نساء أخريات، يظهر هذا العمل بأنّ دماغه يتفاعل أسرع على صوت والدته. وهو «من الناحية العلمية "مميّز" له» تعترف ماريز لاسوند.
إنه إذاً سبب ممتاز لتحفيز نصف كرة الدماغ الأيسر لدى الطفل خلال الحمل! لا تترددي في التكلّم معه إذاً. فهذا لن يضرّ في جميع الأحوال. من المفيد المعرفة في ما إذا كان دماغ الطفل ينشط أيضاً بشكل محدد على صوت والده... يشكل ذلك بالتأكيد موضوع دراسة جديد. وتستخلص ماريز لاسوند قائلة «بأنّنا ما زلنا في بداية استيعاب كيفية عمل القدرات اللغوية لدى الأطفال».

JoomShaper