د.أنوار عبد الله أبو خالد
يلعب الأطفال عندما لايكون هناك شيء ينشغلون به ، أو عندما يكونون في راحة نفسية وجسمية..
فالأطفال في حاجة دائمة إلى تخفيف المخاوف والتوترات التي تنتجها البيئة المحيطة بهم من ضغوط نفسية وأساليب قاسية في تربيتهم، أو معاملة جافة ممن هم حولهم، وكذلك في حاجة إلى ان يعوضوا كل نقص أو حرمان يعانونه وسط هذه البيئة سواء أكان حرمانا عاطفياً أم مادياً..
ويهرب الأطفال الى اللعب ويقضون الأوقات الطويلة أمام العرائس والدمى والسيارات والعربات الصغيرة، يتحدثون معها ويخاطبونها كما لو أنها تفهم منهم ..
ويرى علماء النفس والسلوك ان أفضل الوسائل لتخفيف المشاكل النفسية والسلوكية ليحصل الطفل على الاتزان المطلوب وبناء الشخصية والتطبيع الاجتماعي هي اللعب..
وللعب أثر أكثر من كونه مجرد ترويح عن النفس فإنه يساعد على نمو الطفل من جميع النواحي ويسمح له باكتشاف الأشياء والعلاقات بينها ، والتدرب على الأدوار الاجتماعية في المستقبل، وهو إلى جانب ذلك يخلصه من انفعالاته السلبية وصراعاته وتوتره، ! ويساعده ايضا على اعادة التوافق بينه وبين البيئة..
ويلجأ الأطفال إلى اللعب حيث يجدون فيه ما يحتاجونه وما ينقصهم حتى يجدوا التوازن الذي كثيراً ما يختل بسبب التوترات والضغوط والحرمان، ولإشباع حاجاتهم ورغباتهم التي لم يستطيعوا إشباعها عبر حياتهم اليومية..
ولهذا تجد الأطفال يهربون إلى اللعب ويقضون الأوقات الطويلة أمام العرائس والدمى والسيارات والعربات الصغيرة يتحدثون معها ويخاطبونها كما لو أنها تفهم لهم، ويكثر هذا عندما يحس الطفل انه في حاجة إلى التخلص من توتر معين نتيجة قيود أو ضغوط مفروضة عليه، فيحاول أن يخرج من قوقعة الكبت والتوتر..
وهذه فرصة للآباء والمربين لمعرفة أحوال أطفالهم ودراسة شخصياتهم ومعرفة مشكلاتهم الانفعالية عبر اللعب ، لأن الأطفال في وقت اللعب يكونون على طبيعتهم وسجيتهم فتتضح رغباتهم وميولهم وتتبين توجهاتهم وسلوكياتهم، وبذلك يتمكن الآباء والمربون من تفسير هذه المشاكل وتقديم ما يحتاجونه من مساعدة وتوجيه ونصيحة..
اللعب ، لتخفيف المخاوف والتوترات
- التفاصيل