مسقط- ايمان بنت عبدالله الراسبية
مشكلة الخجل من المشاكل التي يعاني منها معظم الأطفال، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال انطوائهم على أنفسهم واعتمادهم كليا على والديهم لا يعرفون كيف يواجهون الحياة ويظهر ذلك بوضوح عند التحاقهم بالمدرسة، حيث ان الطفل الخجول يتصف بالتردد، وعدم الثقة بالنفس، والانطواء، والحديث بصوت خافت، ويتهرب من العلاقات الاجتماعية، لذلك من واجب الآباء مواجهتها وتداركها وعدم إهمالها لأن حالة الخجل إذا تفاقمت فإنها ستؤدي إلى متاعب كثيرة عند دخوله المدرسة، فكان لابد من لقاء مجموعة من اولياء الامور للتحدث عن هذه الظاهرة وكيفية التغلب عليها.
فذكرت ميمونة عبدالله البسامية رأيها قائلة: "ولله الحمد ليس لدي أبناء يعانون من مشكلة الخجل، لكن أجد أن أحد الأسباب هو عدم الاهتمام بالطفل منذ صغره وتعويده على الاندماج مع الاخرين حتى لايتصف بالخجل، او ربما يكون الطفل قد تعرض لموقف محرج أمام الناس نتيجة التوبيخ من احد الوالدين او توجيه نقد في سلوكه امام الاخرين فهذا ينعكس على شخصيته ويؤثر علييه تأثير سلبي". واضافت: "بالطبع ان صفة الخجل لها تأثير سلبي كبير خاصة عند دخوله المدرسة، قد يخجل من زملائه او من معلميه، فينطوي نفسيا عن الاخرين حتى في المشاركة أثناء الشرح فيخجل من طرح السؤال او الاجابة عنه، كما يخجل من عرض ارائه امام الاخرين خاصة اذا كان غير واثق منها حتى لايصاب بالحرج، من اجل التغلب على هذه المشكلة يجب على الوالدين الاهتمام بالطفل منذ صغره وتعويده على التواصل الاجتماعي، وتشجيعه على ابداء رأيه امام الاخرين وعدم تعريضه لموقف محرج أمام الناس حتى لا يتأثر وينعكس عليه في المستقبل".
وبالمثل تعاني مها الرئيسية من خجل ابنتها التي تبلغ من العمر 4 سنوات، وتشرح حالتها قائلة: "بلغ الخجل عند ابنتي مبلغه، حيث أنها تبكي من شدة خجلها فور استقبالنا لضيوف في المنزل، كما أنها تشترط علينا عند خروجنا من البيت عدم زيارة أحد وإلا أفرطت في البكاء، وتبقى طوال الوقت متمسكة بي وتمنعني من الحركة، في حين أنها لا تعاني من حدة الخجل عند خروجها للعب في الحدائق العامة".
وتضيف قائلة: "حاولت أن أشغلها باللعب والتعرف إلى أطفال الضيوف من أجل مساعدتها على الانخراط معهم وحقيقة أفلح أحياناً وأفشل في معظم الأحيان، واستغرب من خجلها رغم تواجد عدد من الأطفال يكبرونها في المنزل". من ناحية اخرى اوضحت رقية عبدالله ان طفلها يعاني من هذه المشكلة قائلة: احيانا ارى طفلي خجولا خاصة عندما يجد اشخاص غريبين في المنزل فيحاول تجنبهم، وايضا عندما يذهب معي الى اي مكان يمسكني بشدة ويختبئ ولا يريد محادثة احد، وارى ان السبب وراثي فعندما كنت صغيرة كنت اتصرف مثله، ولذلك احاول ان اجعله يتغلب على هذه المشكلة وأن اجالسه مع اطفال اخرين ويشاركهم في اللعب.
يرجع خبراء الصحة النفسية، أسباب إصابة الإنسان أو معاناته من الخجل إلى الأسباب الرئيسية التالية: 1- الوراثة والدور الذى تلعبه الجينات، والتى تظهر منذ الصغر على الأطفال بخوفهم من الغرباء ومحاولة تجنبهم . 2- افتقار الشخص لتقدير ذاته وكيانه.
3- أسباب صحية، والتى قد ترجع إلى تعرض الأم الحامل إلى الإرهاق أو للاضطرابات النفسية بالإضافة إلى النقص فى التغذية التى يبدأ تأثر جنينها بها منذ الأسبوع السادس.
4- أسباب بيئية، تولدها جميع البيئات التى ينشأ فيها الطفل من بيت ومدرسة أو المجتمع الذى يعيش بداخله، بحيث تحفزه على الخجل بدلاً من الاندماج وسط الجماعة التى يعيش فيها والتى تترجم فى النهاية إلى ضعفه فى تكوين المهارات الاجتماعية.
* أعراض الخجل:
الخجل غير الطبيعى هو مرض يتعرض فيه الإنسان لضغط نفسى، مما يؤدى إلى ظهوره فى صورة انعكاسية فى التصرفات التى يسلكها الإنسان فى المواقف المختلفة بل ويظهر فى صورة أعراض جسمانية مرضية، وثالثها أعراض وجدانية وانفعالية:
* السلوك والتصرفات، وتظهر فى صورة: قلة الحديث فى وجود الأشخاص الغريبة- عدم وجود روح التطوع فى آداء الأعمال للآخرين ، والانسحاب من المواقف الأجتماعية المختلفة التى تستوجب وجود العديد من الشخصيات حوله أو معه- عدم القدرة على التحدث أمام الجماعة بشكل فردى- تجنب التواجد فى أماكن متواجد فيها الكثير من الأشخاص التى يعرفها أو التى لا يعرفها- عدم النظر إلى من يتحدث إليه، والنظر إلى أى شىء آخر بديل- عدم الرغبة فى المبادرة والبدء فى الحديث، والتبرم إذا طُلب منه البدء هو أولاً بعمل ذلك.
* الأعراض الجسدية وتظهر فى صورة: سرعة دقات القلب- سرعة النبض أو زيادة معدلاته- الارتعاش- آلام بالمعدة- عرق فى الكفين- جفاف الفم والحلق.
* الأعراض النفسية وتظهر فى صورة: تفضيل العزلة والابتعاد عن التجمعات- عدم تقدير الذات للشعور بالنقص- التركيز الزائد على الذات- الشعور بالإحراج- الشعور بعدم الأمانب التواجد فى أماكن متواجد فيها الكثير من الأشخاص التى يعرفها أو التى لا يعرفها- عدم النظر إلى من يتحدث إليه، والنظر إلى أى شىء آخر بديل- عدم الرغبة فى المبادرة والبدء فى الحديث، والتبرم إذا طُلب منه البدء هو أولاً بعمل ذلك.
ينصح خبراء الصحة النفسية باتباع الارشادات التالية من أجل مواجهة الخجل:
- يحاول ولي الأمر أن يبحث عن أسباب شعور صغيره بالخجل
- يساعده في الاختلاط مع أقرانه
- يبحث عن أنشطة يميل إليها الطفل من أجل دفعه للانخراط واكسابه سلوكات اجتماعية وتوليد الثقة في نفسه. \
الخجل عند الأطفال
- التفاصيل