الدستور - اسراء خليفات
كثيرا ما نسمع الأمهات يشتكين من عصبية اطفالهن التي لا يدرين من اين اكتسبوها او تعلموها ، حيث انهم يتمتعون بطاقات عالية ، ويرى البعض انها تأتي من خلال تفاعل الطفل مع الاخرين ومن يكبرونه سنا وبعض اخر يجد بأنه يأتي من تلقاء نفسه من عالمه الخاص وخياله الواسع.
طبيعية
اشار الدكتور عامر المصري اختصاصي علم نفس سلوكي للأطفال الى ان العصبية لدى الانسان بشكل عام هي استجابة طبيعية ، اما عند الطفل بشكل خاص فتكون ناتجة عن عدم تلبية متطلباته. ويعتمد ظهور هذه الأستجابة بناء على البيئة التي ينتمي فيها حيث تكون طريقة التعبير اما بالشدة او بالقلة. وأوضح الدكتور المصري ان العصبية عند الطفل تكون على مراحل منها: الطفل الرضيع الذي يحتاج الحليب ولا يستطيع التعبير عنها الا بالبكاء الشديد ، والطفل الذي يصل مرحلة طرح الأسئلة حيث بقدر ما يعطي الأهل من مساحة للتحدث معه يستطيع الطفل التعبير عنها ، وطفل سن العناد التي تكون من (3 - 4) سنوات والتي بهذه الفترة يبدأ الطفل يشكل مفهومه عن ذاته والتعبير عنها اما بالعصبية او بالهدوء.
ويقول الدكتور المصري ان الطفل في البداية يعبر عن غضبه بشكل عشوائي وبتلك الحالة يأتي دور البيئة في تعزيز هذه العصبية او اخفائها ، مؤكدا ان الطفل يتأثر بالوراثة من اهله منذ اليوم الأول وعندما يكون جنينا يتشرب الطفل بعض الصفات مع حليب الام. فيأتي بحسب ما كانت الأم به خلال حملها وهذا يعود الى الأهل والتي تسمى البيئة الثابتة بعد ذلك تصبح وراثة.
ويضيف هناك ما يدعى "النمذجة" وهي ما يشاهده الطفل من التلفاز او من الوالدين. فهو نموذج تقليدي. فعندما يرى الصورة في البيئة الخارجية يحتفظ بالصورة وعند حصول موقف مشابه لما رآه فإنه يتصرف حسب ما يخزنه.
طرق جنونية
عبرت رندا - 27 عاما - عن معاناتها مع طفلها البالغ 5 سنوات حيث انه يتصرف بطريقة جنونية كلما طلب امرا ما ولم يتم الأستجابة له كما يريد ، قائلة ان ابني يقوم بتقيلد والده بشكل عشوائي حيث يحاول التصرف مثله تماما ، وتذكر انه في مرة ذهب مع والده الى العمل وعندما عاد في اليوم التالي اصبح يصرخ على اخوته ويكسر ما يراه امامه الأمر الذي أثار جنونها وأسرعت للإتصال بزوجها وسؤاله عما حصل معه امام الطفل ، والسبب انه رأى والده غاضبا وتصرف بنفس السلوك ، مضيفة منذ ذلك الحين ونحن نتجنب التصرف امامه بطريقة سلبية او عشوائية خوفا من ان يتصرف مع أصدقائه الأطفال بطريقة قد تؤذيهم من دون وعي او ادراك بأن ما فعله ليس صحيحا.
رسوم متحركة
وتقول ايات طاهر - 32 عاما - ان ابني يستمد عصبيته من خلال ما يشاهده في التلفاز وخاصة الرسوم المتحركة مثل توم وجيري فكان كل مرة يشاهده بعد انتهائه يتصرف مع اخوانه بنفس ما رآه ويبحث عن نفس الأداة التي كانت موجودة في ذلك الموقف الأمر الذي استدعى مني البقاء بالقرب منه ومن اخوته خوفا من استخدام اداة حادة قد تؤذيه وعلى الرغم من الخوف الشديد الذي يتنابني من حصول امر ما الا انني لم استطع ابعاده عن مشاهدة تلك البرامج وان حاولت معه قام بالصراخ والركض والسب ولم يعد امامي سوى مجاراته وبنفس الوقت متابعته.
غريزة
ويجد مهند - 31 عاما - ان الطفل تقليدي بشكل كبير وخاصة الطفل الولد نتيجة الغريزة التي ينميها الأهل او الأقارب او الأصدقاء عند الأطفال الأولاد ، يذكر انه سجل ابنه قبل 6 شهور في احدى رياض الأطفال وبعد شهر من تسجيله اصبح يصرخ على والدته ويجلس ويطلب منها الطعام واذا تأخرت ظهرت عليه العصبية والبكاء وعندما جلس معه وسأله عما يفعله مع والدته وعليه مساعدتها على العكس مما يفعل ، رد عليه بأنه هو الرجل وعلى المرأة ان تحضر له ما يحتاجه حيث كان هذا السلوك من خلال ما يسمعه من أصدقائه في الروضة ، مبينا ان الطفل يستمد عصبيته في الأغلب من أبناء جيله وكذلك الفتاة ، فلذلك يحتاج الطفل عناية خاصة ومختلفة.