إنه لمن الممتع أن تعمل على مشاهدة الرسوم المتحركة لتعيد ذكرى أيام طفولتك وتنغمس في ذاكرتك وتبحر فيها بأحلامك وأمنياتك القديمة أثناء طفولتك، ومن ثم تظهر عليك براءة الابتسامة لما كنت تتمناه وتحلم فيه منذ صغرك وباللحظات نفسها تعمل على إدخال السرور لأبنائك أثناء متابعتك لما يحبونه، وتتبادل الحديث معهم والضحكات، حيث يسعد الأطفال لما نظهره لهم من اهتمامات بما يتطلعون إليه ويحبونه، فتلك هي مشاعرهم أثناء مشاهدتي فيلما كارتونيا مع أحبابي، إذ سعدت كثيرا وأسعدتهم معي ورجعت بي الذاكرة للوراء وما كنت أشاهده قديما، وما كنت أحلم به.
لا أخفيكم أنني وجدت اختلافا كثيرا بين ما شاهدته قديما وما شاهدته الآن، ولفتت انتباهي أمور كثيرة، فوجدت نفسي لا شعوريا أتابع المشاهد الكرتونية بشكل يومي، وأصبحت لي أفلامي المفضلة منها والتي يمكن أن تثير ضحك الآخرين، عندما أتحدث إليهم قائلة حان وقت فيلمي، لكي أشاهده.
الشاهد حينما تابعت بعض الأفلام الكرتونية وجدت أمورا لا ينبغي السكوت عنها، لأنها ستعمل على إحداث أمور لا يحمد عقباها.. ما شاهدناه بالأمس البعيد ـــ الماضي ــــ ليس كما يشاهده أبناؤنا في القريب الحاضر ـــ الآن ـــ ولن أفاجأ نهائيا بأي سلوك أو تصرف غير سوي يحدث من أي طفل لما تعلموه من مشاهداتهم للأفلام الكرتونية التي لعبت في عقولهم، فأسهمت في تربية أبنائنا تربية خاطئة بدلا من أن تعمل على تصحيح عقولهم وإرشادهم للبحث والكشف عن أمور الحياة الخفية بالنسبة لهم كما عملت على تعليمهم السيئ والبذيء من الأخلاق.
الآن أتى دور الفضائيات التي عملت جاهدة على تربية أبنائنا ويجب علينا متابعة ومشاهدة أفلام الكرتون معهم، وأن نقف عند كل لقطة غير مقبولة تظهر على شاشة التلفزيون، ونعمل على تصحيح المفهوم لدى الطفل، ولا ننتظر حتى يقوم الطفل بسؤالنا أو ينبهنا إلى ما شاهده.
بعض اللقطات ينبغي ألا يشاهدها الأطفال وأن نعمل على تغيير القناة إلى قناة كرتونية أخرى من غير إظهار أي بادرة تلفت انتباه الطفل لما فعلته أو تبرر له ما قمت بإحداثه.
إنه لمن المؤسف أن نربي ونفاجأ بتربيتنا أنها رميت خلف القضبان ومهب الريح، لن أقوم بذكر مسميات الأفلام الكرتونية ــــ وأقدم اعتذاري لمن عملوا على كتابتها، فقد أبدعوا وأشكرهم، لكن كان من الأفضل الابتعاد عن بعض اللقطات المخلة بالأخلاق.
ما أود التنويه عنه أولا هو العمل على كيف نجعل عقل الطفل مبدعا؟
وكيف نصل إلى عقله الباطني لتربيته تربية جميلة وإخراجه من أخطاء الأفلام الكرتونية لتنشأ لدينا أجيال واعدة مكملة بالأخلاق الرفيعة والسلوكيات الفاضلة لا أقول إننا نغلق على أبنائنا وأنفسنا ولكن نكون على قدر كبير من المعرفة بما يجول حولنا، فمعظم النار من مستصغر الشرر.
الأمر الآخر، آمل من الجميع تخصيص ولو بضع دقائق لمشاهدة بعض الأفلام الكرتونية حتى تعلموا مدى ما قمت بذكره في مقالي وتشاهدوا حقائق الأمور بأعينكم وتستخلصوا اللقطات الخاطئة بأنفسكم.
ومن ثم ملاحظة ناقوس الخطر واستكشافه، فنحن محاسبون على كل صغيرة وكبيرة انطلاقا من حديث الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ـــ: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
طالبة في جامعة الملك سعود - قسم الحقوق