الابتكار ظاهرة إنسانية لها روافدها ووسائل تنشيطها عبر البيت والمدرسة والمجتمع والإعلام والبيئة, ولها نتائجها الملحوظة على نهضة ورقي المجتمعات, ثم هي - قبل ذلك وبعده - عملية أساسية لدى أطفالنا لتحقيق ذواتهم كي تعبر عن تفردهم وفرديتهم.
وتشير الدراسات إلى أن صفات فردية تصنعها مثل: الاستقلالية والثقة والاعتماد على النفس والمثابرة والمغامرة والتعاون والمرونة والاهتمامات المتنوعة, كما أنها ـ أي عملية الابتكار ـ تغذيها عوامل وقدرات مكتسبة منها: القدرة على سرعة التكيف ومرونة استيعاب المواقف والمشاكل, والقدرة على إيجاد علاقات جديدة, وتوليد الأفكار بالانتقال بها وبالمواقف من المألوف الموجود إلى غير المألوف المبتكر, مع استعداد نفسي ومعرفي وتوجه للتجديد والإبداع مع الاحتفاظ بالأصالة. فكيف نساعدهم ليصبحوا مبتكرين؟!.
ـ توفير الظروف الأسرية التي يسودها الاستقرار النفسي والاجتماعي, وتوفير الوقت اللازم لتربية أطفالنا ومشاركتهم والإشراف على أنشطتهم الفكرية والابتكارية, كي يتم تنشئتهم على قدر كبير من الحرية الشخصية المنضبطة (عطف وحزم), والاستقلالية والمبادأة, وتوجيههم لحسن التحكم في سلوكياتهم, ومن ثم تحقيق ذواتهم.
- يجب على الأبوين إثارة فضول أطفالهم, وفق مراحل أعمارهم المختلفة, بالأنشطة المتنوعة والمناسبة كالصور /القصص, والوسائل التعليمية المبتكرة على أجهزة الفيديو والحاسوب وغيرها لتنمى لديهم عادة القراءة والمطالعة والجد والاجتهاد فهي أسس المعرفة وبذور الابتكار. ومع ما للتلفاز والحاسوب من تأثير إيجابى, فإنه لا يخفى على أحد تأثيرهما السلبي, فيجب مراعاة ظاهرة (إدمان مشاهدة التلفاز وألعاب الحاسوب) مما يعيق عملية الابتكار والتأمل, ويعيق النمو الحركي والجسماني مع ما قد يسببه من سمنة مفرطة أثبتتها الدراسات المعنية بهذا الشأن.
- إعادة الاعتبار للِعب الأطفال فهو وسيلة تربوية تعليمية وتثقيفية مهمة في بناء شخصية أطفالنا المبتكرين، فاللعب الذي لا يشغل أطفالنا عن واجباتهم ولا يرهقهم أو يضرهم فرصة لتحررهم من الواقع الزاخر بالقيود, وتخفيف درجات توترهم من إحباطات بيئتهم.
ـ عالم أطفالنا هو عالم اختلاط الواقع بالخيال الحر المتدفق والفريد، هو نبع فياض بالأسئلة والأفكار والموضوعات, التي تسعى لإشباع الرغبة في التعرف على الأشياء وحب الاستطلاع والفضول, لذا فلأطفالنا الحق في الإجابات المناسبة عن أسئلتهم الكثيرة: ما هذا, كيف, ولماذا، وأين, ومتى؟.
- ولا تنسوا مكافأة أطفالكم عندما يأتون بأفكار جديدة, مع تقدير مجهوداتهم ومبتكراتهم وإن صغرت, واحترام مواهبهم ورعايتها الرعاية الكافية.
- فكم هي السعادة والغبطة والحبور عندما يجد الآباء والمربون ثمرة تربيتهم, وحصاد جهدهم, يرون أطفالهم وأبناءهم مبتكرين ناجحين مرموقين, يحققون ذواتهم كما يسهمون في نهضة ورقي مجتمعاتهم وأمتهم.
أطفالنا والإبتكار
- التفاصيل