عشر نصائح للسيطرة على نوبات الغضب
"في وسط السوبرماركت يبدأ سامي الصراخ لأن والدته لا تسمح له بشراء ما يحلو له, كل من في السوبر ماركت ينظر إليهما مما يجعلها تشعر بالحرج الشديد فتخضع لرغبة سامي الذي يعي تماماً أصول اللعبة: إذا لم تلبِ لي يا ماما طلباتي فصراخي ونوبات بكائي كافية لتغيير رأيها".
يبدو هذا المشهد مألوفاً والأمهات يدركن أن تصرفات أطفالهن على هذا النحو رغم عفويتها هي أسلوب ابتزازي, ويحاولن قدر المستطاع السيطرة على هذا التصرف, ولكن غالباً ما ينفذ صبرهن ويجدن أنفسهن خاضعات لإرادة أبنائهن, وبحسب إختصاصي علم نفس الطفل يمر معظم الأطفال بين 18 شهراً والرابعة بمرحلة العناد ويكون سبباً للتوتر.
فالطفل في هذه المرحلة من عمره لا يوافق على ما يقرره والداه أو لا يتقبل رفضهما لطلباته, فيعبر عن اعتراضه بنوبات الغضب, وعموماً يتكرر هذا السلوك ومن النادر أن تنتاب الطفل نوبة غضب مرة واحدة فقط.
وفي المقابل, تشير نوبات غضب الطفل ما دون السنة إلى انه في حاجة الى شيء ما أو أنه يشعر بحزن وعلى الأهل أن يفهموا السبب. فيما يكون تعنت الطفل بعد 18 شهراً في تنفيذ طلباته غنجاً, لذا على الأهل تأجيل تنفيذها أو رفضها.
وعموماً يتصرف جميع الأطفال على هذا النحو وهذا مؤشر لإدراكهم وجودهم وتأكيده, فيما الطفل الذي لا تنتابه نوبة غضب أبدا يكون ممتثلا لما يريده والداه ولا يعبر أبداً عن رغباته.
كيف يمكن السيطرة على نوبة غضب الطفل في السوبرماركت؟
الطفل الذي تنتابه نوبة غضب في السوبرماركت أو في أي مكان عام يدرك تماماً أن نظرات الآخرين الغرباء تزعج والدته, ويصر على غضبه كي يضغط عليها ويخضعها لطلباته, لذا على الأم ألا تدخل في لعبة الابتزاز التي يمارسها, وتؤكد له أن صراخه هو ما يزعج الآخرين, وعليها ألا تشعر بالحرج فرفضها تلبية طلبه أمر مشروع.
وينصح الاختصاصيون الأم بعشر طرق تساعدها في السيطرة على نوبات غضب طفلها:
1- كوني دائماً حاضرة وتوقعي عناد طفلك
تدرك الأم مسبقاً إن بعض المواقف تنتهي بشكل تلقائي بنوبة غضب, فمثلاً تتوقع الأم نوبة الغضب عندما يرفض الطفل الذهاب الى فراشه مساء لأنه لا يريد التوقف عن اللعب.
أو عندما يصر على شراء الشوكولا في كل مرة تصطحبه للتسوق في السوبرماركت، لذا على الأم وبحكم تجربتها مع طفلها استباق الأمور منذ البداية وتلغي كل احتمال يؤدي الى نوبة غضب وتقول له :"بعد اللعب ترتب أغراضك وتذهب الى الفراش".
أو تضع القواعد بشكل فوري وتقول بلهجة حازمة :"هيا سوف نذهب للتسوق ولا تحاول أن تطلب شراء الشوكولا لأنني لن أشتريها لك". فالتوقع أمر مفيد.
2- احتفظي بخطة بديلة
الطريقة المثلى لتجنب بقاء الطفل متوتراً هي أن تشتت والدته إصراره على طلبه وتعرض عليه أمراً آخر كأن تقول له :"لن نشتري الحلوى الآن، ضع الكيس مكانه، ولكنك أنت من سيختار الجبنة".
3- تحدثي عن نوبات غضبك عندما كنت طفلة
يمكن الأم أن تتحدث عن تصرفات عنيدة كانت تقوم بها وهي في سن طفلها، فمثلاً يمكنها أن تقول له :"أنا أيضاً عندما كنت في سنك كنت أصاب بنوبات غضب حين كنت أرفض الخروج من الماء أثناء الذهاب الى الشاطىء وكانت جدتك تخاف علي من ضربة شمس، مما يجعلها تتعامل معي بحزم وتخرجني من الماء بالقوة".
فجميع الأطفال يحبون أن يحدثهم آباؤهم وأمهاتهم عن تاريخهم عندما كانوا في سنهم وكانوا يرتكبون الحماقات، ويشعرون بالأمان عندما يعرفون أن أهلهم أيضاً تعرضوا للتوبيخ عندما كانوا صغاراً مثلهم ويضحكون كثيراً لسماع أخبارهم.
4- اشرحي له أسباب رفضك
عندما يبدأ الطفل بنوبة غضب على الأم الانحناء والوقو بمستوى طوله والتحدث إليه وجهاً لوجه وعيناها متجهتان مباشرة اليه وتقول له بهدوء انه لا يمكن القيام بكل ما يريده، وتشرح له الأسباب كأن تقول مثلاً :طلست موافقة على تناولك الخبز والشوكولا، لأنك ستفقد شهيتك على العشاء" أو "ليس لدي نقود لشراء كرة لك"، وعليها أن تكون مقتنعة بما تقوله، فكلما كانت لا تشعر بالذنب كان صوتها ونظراتها أكثر قوة وحزماً، وبالتالي يشعر الطفل بأن أمه لن تخضع.
5- كوني زوجة على رأي واحد
إذا قالت الأم "لا" لا يجوز للأب أن يقول "بلى" أو العكس. فمن حق أحد الوالدين ألا يوافق الآخر الرأي، ولكن عليهما تنسيق الأمر معاً أمام الطفل، فمن الضروري أن يكون موقفهما واحداً تجاه طلبات طفلهما ورغباته.
ساعديه على إستعادة هدوئه
غالباً ما يرافق نوبة غضب الطفل صراخ ويحمر وجهه ويبدو أنه لا يستطيع التقاط أنفاسه.ز ومن الضروري أن يهدأ، ولكن تكرار كلمة "إهدأ" لا تجدي نفعاُ.
لذا يمكن للأم أثناء نوبة الغضب أن تحصن طفلها فهذا الحل الأمثل للإنتقال من حالة الى أخرى، وعندما يرفض الاقتراب من والدته عليها الاستمرار بالتحدث اليه بهدوء وبجمل قصيرة، ومتابعة ما كانت تقوله به كما لو شيئاً لم يحدث، وهكذا فهي تؤكد له أن لا تأثير لصراخه على مسار الأمور الأخرى.
اجعليه يتوقع ما ينتظره
عندما لا يتوقف الطفل عن نوبة غضبه يمكن للأم أن تدخر الوقت الى أن ينتهي غضب طفلها, فيمكنها أن ترسله الى غرفته أو أن تطلب منه الجلوس على كرسي تبعد أمتاراً عدة عنه ومنعه من النهوض قبل ان يهدأ.
أما إذا لم يخضع لأمر أمه وانبطح أرضاً واستمر في الصراخ، عليه أن يدرك أن تصرفه غير مقبول وأنه إذا استمر سوف يعاقب، إذ يمكن للأم تهديد طفلها بأنها ستمنعه عن أمر يحبه وتنفذ هذا التهديد كأن تقول له مثلاً :"إذا لم تهدأ لن أسمح لك بمشاهدة برنامجك المفضل اليوم".
عدم الخضوع لرغبته من أجل الحصول على الهدوء
إذا سبب صراخ الطفل توترا لأمه، فإنها تخضع لطلبه كي تحظى بلحظات من الهدوء، وهذا حل غير صائب، لأنه من غير المؤكد أن هذا التصرف سوف يهدىء من روعه، فضلاً عن أنه سوف يشوش تفكيره فيقول في نفسه :"كيف منعتني والدتي منذ لحظات والآن لا تمنعني هل لدي سلطة عليها إذا صرخت بشكل قوي؟"، ولكي يتأكد يعود ويمتحن والدته من دون تردد.
مواساته بعد أن يهدأ
من المعلوم أن نوبة الغضب تجعله يشعر بالتوتر والتعب, لذا من الافضل بعد انتهاء نوبة الغضب أن تحضنه والدته وتداعبه إذا كان يرغب في ذلك فبهذه الطريقة تؤكد له حبها وتعزز لديه شعوراً بأنه مهما حدث وكيفما تصرف فإنه يستطيع دائماً الاعتماد عليها.
نفذي أقوالك بالأفعال
على الأم أن تنفذ ما تقوله، لذا فإن العقاب الموعود يجب أن ينفذ، فعندما يتدحرج على الأرض في الشارع عليها أن تفكر في العقاب الذي يمكنها تنفيذه، وألا تقول له مثلاً سأتركك هنا لأن هذا التهديد مستحيل تنفيذه، إذ لا يمكن للأم ترك طفلها في الشارع، وبالتالي لن يكون في مقدورها تنفيذ هذا التهديد، لذا عليها أن تفكر في عقاب عقلاني ويمكن تنفيذه.
نوبات غضب الطفل: إبتزاز أم رسالة؟
- التفاصيل