إنّه يلعب.. إنّه ينمو
ستصاب الأُم، خصوصاً الأُم الجديدة، بالدهشة عند ملاحظتها سرعة تطوّر ذكاء الطفل، وثقته بنفسه وقدرته على تنسيق حركاته، مع مرور كل شهر، وهو مؤشر إلى بدء مرحلة اللعب.
اللعب هو كل شيء بالنسبة إلى الطفل، بالطبع إنّه ممتع، لكنّه حيوي وضروري لنموه أيضاً. فهو يساعده على إكتشاف العالم وعلى تعلُّم القيام بأشياء كثيرة، مثل الزحف والكلام والمشي والبناء والغناء والرسم، إضافة إلى بناء صداقات. والألعاب الأساسية مثل المكعبات الخشبية والكرات بأحجامها المختلفة، هي أكثر ما يلفت إنتباه الطفل.
يميل معظم الأهل اليوم إلى شراء ألعاب "تعليم" باهظة الثمن، تُصدر أصواتاً تُشبه صوت الجَرس أو الصّفارة، مع أنّه من الناحية العلمية لم يثبت أنها تحفز ذكاء الطفل. إنّ الألعاب الكلاسيكية هي أفضل، لأنّها لا تتطلّب تركيزاً من الطفل، كما الألعاب الإلكترونية، ويستطيع الطفل اللعب بالألعاب الكلاسيكية كيفما يشاء.
هذه لائحة ببعض الألعاب المفضلة لدى الطفل، في كل مرحلة من مراحل عمره. * الكرة أو الطابة:
- في سن ستة شهور: يراقب الطفل الكرة بتركيز في هذا العمر. ولذا، عند شراء كرة له، يُفضَّل ان تكون ذات ألوان زاهية مختلفة.
- وفي عمر 12 شهراً: يمكن للطفل أن يجلس على الأرض مقابل الأُم، وأن يتبادل معها دَحرجة الكرة في ما بينهما. وقد يكون قادراً أحياناً على إلقائها في إتِّجاه الأُم.
- في عمر 18 شهراً: يصبح الطفل أكثر خبرة ومهارة في اللعب بالكرة. إذ يصبح في إمكانه رفعها والإستمتاع بإلقائها على الأُم.
- في عمر السنتين: يكون الطفل قد أصبح قادراً على التحكم في خطواته، ما يمكنه من ركل الكرة بقدمه. والأطفال يحبون لعبة كرة القدم بطبيعتهم.
- في عمر الثلاث سنوات: يصبح طفلك الرياضي قادراً على إلتقاط الكرة بيديه، وقد يكون في إستطاعة بعض الأطفال، توجيه الكرة نحو الهدف بقدمهم.
معلومة مفيدة: إنّ الكرات المطاطية المرنة، تثير حماسة الطفل، خاصة عند إلقائها على الأرض وإرتدادها ثانية، لكنّها لا تصلح للأطفال الصغار. إذ من المحتمل أن يتمكن الطفل من وضعها في فمه. إنّ أيّة كرة صغيرة يقل حجمها عن حجم قبضة يد إنسان كبير، يمكن أن تشكل خطراً على حياة الطفل، إذ من الممكن أن يضعها في فمّه فتخنقه.
حقيقة مُوجزة: عندما يصبح الطفل في عمر ثمانية عشر شهراً، يستطيع تمييز الكرة في الحياة الحقيقة وفي الكتب، حيث من الممكن أن يدل عليها، وقد يتمكن من قول "طا".
* المكعبات الخشبية:
- في عمر ستة شهور: يحب الطفل أن يعض على المكعبات، لكنّه يحب أيضاً ضربها بعنف بيده وبعثرتها، وقد يكون قادراً على حمل مكعب منها بيده.
- في عمر 12 شهراً: يكتشف الطفل أنّ في إستطاعته إصدار أصوات عن المكعبات الخشبية، وذلك عند ضرب مكعبّين ببعضهما بعضاً، كما أنّه يرغب في هدم كل ما تُعمّره الأُم لا بالمكعبات.
- في عمر 18 شهراً: يستطيع الطفل تشييد بناء أكثر إرتفاعاً، وبشكل مُرتَّب، إذ يتمكن في هذا العمر، من وضع ما بين أربعة إلى سبعة مكعبات فوق بعضها بعضاً باقتدار. كما أنّه يستطيع فرز المكعبات حسب ألوانها، ويمكن أيضاً أن يتخيل المكعب سيارة مثلاً، ويلعب به على هذا الأساس.
معلومة مفيدة: إنّ أفضل أنواع المكعبات، هي تلك المصنوعة من خشب صلب، مثل خشب القبقب أو خشب الزَّان، حتى لا تتكسر إلى قطع صغيرة، أو تتشوّه، أو تَتشظَّى فتؤذي الطفل. على الأُم مُراقبة طفلها وهو يلعب بالمكعبات، حتى لا يستخدمها كسلاح ضد الآخرين الذين يلعب معهم، أو حتى لا يؤذي نفسه.
حقيقة موجزة: دلَّت الدراسات على أنّ الأطفال يقضون وقتاً في إكتشاف الأشياء والتركيز على الأعمال المعقدة أثناء اللعب مع الأهل، أكثر من الوقت الذي يمضونه أثناء اللعب لوحدهم. لذا، على الأُم الإستفادة من هذه المعلومة، والمسارَعة إلى قضاء وقت أطول في اللعب مع طفلها.
* الأقلام:
- في عمر ستة شهور: يكون الطفل عادةً، صغيراً جدّاً على اللعب بالأقلام في مثل هذا العمر.
- في عمر 12 شهراً: يستطيع الطفل الإمساك بالقلم والخربشة به.
- في عمر 18 شهراً: عندما يرى الطفل أُمّه وهي ترسم أو تكتب، يحاول تقليدها.
- في عمر السنتين: يستمتع الطفل بالجلوس على الأرض، مع قطعة ورق كبيرة ليخربش عليها على هواه.
- في عمر الثلاث سنوات: تبدأ مَواهب الطفل في الظهور، حيث يستطيع نسخ دائرة ومربع ومستطيل، ويكون قادراً أيضاً على رسم أجزاء معيَّنة من جسم "شخص" ما. وعندما يصبح الطفل في عمر الثلاث سنوات، يبدأ في معرفة تحديد ثلاثة أو أربعة ألوان، وقد يبدأ في نسخ بعض الأحرف.
معلومة مفيدة: عند شراء أقلام عادية أو أقلام تلوين، على الأُم أن تختار الأقلام ذات النوعية الجيِّدة جدّاً، لتضمن خلوها من المواد السامة أو المضرة مثل "البارافين".
حقيقة موجزة: ينصح الخبراء بكسر القلم إلى نصفين، إلى أن يتعلّم الطفل حمله بشكل جيِّد في ما بعد.
* الحيوانات المحشوّة:
- في عمر ستة شهور: أكثر ما يثير الطفل حيال هذه الحيوانات، هو إكتشاف النسيج المصنوعة منه. لذا، فهو يقوم بتدليل ومضغ لعبته المحشوة.
- في عمر 12 شهراً: يحمل الطفل لعبته المحبَّبة إلى نفسه ويضمها إلى صدره أينما ذهب. وقد يصبح بعض الأطفال شديدي التعلق بصديقهم المصنوع من نسيج محشو، إلى حد اصطحابه معهم إلى السرير.
- في عمر 18 شهراً: يُصدر الطفل أصواتاً تُشبه صوت اللعبة الحيوان المفضّلة لديه، والتي تعلّق بها.
- في عمر السنتين: يتعلّق الطفل بلعبته المحشوة، إلى درجة تخيلها كائناً بشرياً، فيتحدث إليها، ويحاول إطعامها والخروج بها في نزهة قصيرة.
- في عمر الثلاث سنوات: يبدأ الطفل في خلق عالم خيالي فريد، حيث تصبح لعبته "ديناصوراً" أو "بومة".
معلومة مفيدة: يمكن أن تلتقط الحيوانات المحشوة الغبار والعث، أو أيّة مواد أخرى يمكن أن تسبب حسّاسية للطفل وصعوبة في التنفس، أو حسّاسية في الجلد. تجنباً لأيّة مشاكل على الأُم غسل الألعاب بإنتظام.
حقيقة موجزة: بعض الأطفال يفقدون الإهتمام بالحيوانات المحشوة عندما يصبحون في عمر السنتين، مفضلين الألعاب التي تتحرّك عليها.
* الأحاجي البسيطة:
- في عمر ستة شهور: يستمتع الطفل بنقل قطع الأحاجي من يد إلى أخرى ووضعها في فمّه وكأنّها قطعة بسكويت هشة رقيقة.
- في عمر 12 شهراً: يجد الطفل متعة في قلب لوح الأحاجي رأساً على عقب ونثر القطع على الأرض. ويستطيع أيضاً إلتقاط القطع بأصابعه.
- في عمر 18 شهراً: يستطيع الطفل بمساعدة الأُم، وضع قطع أحجية بسيطة في أماكنها المخصصة، مثل الأحاجي التي تمثل حيواناً، أو نوعاً من الخضار، أو الأزهار، كما يستطيع إكمال تركيب أحجية تتألف من ثلاث قطع بشكل صحيح.
- في عمر الثلاث سنوات: تتحسّن مهارات الطفل فيصبح قادراً على إتمام تركيب أحجية تتألف من ثماني قطع، بوضع كل قطعة في مكانها الصحيح.
معلومة مفيدة: على الأُم أن تتأكّد دائماً من أن قطع الأحجية متشابكة معاً بشكل جيِّد، ومثبتة في أماكنها، لأنّها قد تشكل خطراً على الطفل لو خرجت من مكانها فجأة.
حقيقة موجزة: يستطيع بعض الأطفال قضاء وقت طويل في تركيب الأحاجي ويستمتعون بذلك، في حين لا يجدها أطفال آخرون لعبة ممتعة. في جميع الأحوال لا علاقة للموضوع بالذكاء، إذ إنّ الأمر يعتمد على مزاج الطفل ومدى طاقته. لذا، من المفيد ترك الطفل يلعب بما يثير إهتمامه.
* ألعاب على شكل الآت موسيقية:
- في عمر ستة شهور: إذا كانت هناك لعبة على شكل طبل في البيتن سيضرب عليها الطفل تلقائياً، ويستمتع بالصوت الذي تصدره.
- في عمر 12 شهراً: يبدأ الطفل الضرب على أي شيء، طبلاً أو طنجرة أو علبة... إلخ.
- في عمر 18 شهراً: يحب الطفل التصفيق بيديه عند سماع صوت موسيقى، لكن هذا لا يعني أن لديه حساً موسيقياً مهذباً.
- في عمر السنتين: يستطيع الطفل تقليد الأُم بدقة وهي تلعب على أيّة آلة موسيقية، سواء أكانت تنقر على مفاتيح البيانو، أم تداعب أوتار الغيتار، أم كانت تضرب على الطبل.
- في عمر الثلاث سنوات: إذا كانت لدى الطفل موهبة موسيقية، فإنّه سيجد متعة في النَّفخ في آلات النفخ البدائية، مثل الصفارة أو الهرمونيكا.
معلومة مفيدة: على الأُم أن تتأكّد عند شراء أيّة آلة، من أنها ليست مدهونة بدهان يحتوي على مواد ضارة، حيث من الممكن أن يختبرها الطفل بإستخدام فمّه، حتى لو كانت طبلاً أو بيانو.
حقيقة موجزة: يوحي الباحثون بأنّ البيانو هو مفتاح لعلم الرياضيات والعلوم الهندسية.

JoomShaper