تتراجع كوابيس الطفل مع تقدمه في السن، الا أنها ستظل تدمغ حياته خلال السنتين أو الثلاث المقبلة، ثمّ تعود عند حوالي العاشرة من العمر، والكوابيس أسلوب يستخدمه الطفل للتعبير عن مخاوفه وصراعاته الداخلية، وللتخلص منها في الوقت عينه، انها إذن جزء من عملية التطور الطبيعي لنفسية الطفل، ولا تعتبر الكوابيس مقلقة الا حين تتكرر بكثرة، وتولد رعباً حقيقياً للطفل في الليل.
يتوقف التصرف السليم لمواجهة الأمر على قليل من الحكمة، ومما يُنصح به في هذه الحالة: نأتي إلى الطفل في حال حدوث الفزع الذي ينتابه، ونقوده بلطف إلى مكان نومه إذا كان قد تركه، ثمّ نعطيه كأساً من الماء، نضيئ مصباح الغرفة، نبقى معه إلى أن ينام مجدداً، وفي اليوم التالي نقوم بسؤاله عن السبب في إرعابه، وهل يتذكر شيئاً مما رأى في نومه، ورواية الطفل لرؤياه الذي رآه تريحه نفسياً، وهي تقدم لما مؤشرات على بعض الأمور التي تقلقه وتشغل باله.
إنّ الأطفال القلقين الذين لا يشعرون بالأمان، والذين يستخدم معهم الأهل أسلوب الضرب يكونون عرضة للكوابيس المرعبة ليلياً، لذا علينا معرفة ما يقلقهم، والعمل على طمأنينتهم ومساعدتهم على حل مشكلاتهم.
إنّ الكوابيس شبه اليومية، أو التي تتكرر بنفس السيناريو، وكذلك حالات الذعر الليلي، كل ذلك يستدعي الإهتمام الجدي، لأنّه يدل على وجود ألم نفسي حقيقي لدى الطفل، والطفل في هذه الحال يكون في حاجة ماسة إلى مَن يستمع إليه كي يستعيد نومه الهادئ في الليل.
- الذعر الليلي:
يمكن أن يسبب إستيقاظ الطفل مرعوباً ذعراً للأهل حين يبدو الطفل تائهاً مرعوباً، ينفر من أي شيء، غير قابل لأي نوع من التواصل والتفاهم والعزاء، يصرخ وينظر دون أن يرى، لأنّه في الواقع لا يزال يتتابع نومه خلافاً للظاهر، وفي اليوم التالي لا يذكر شيئاً من ذلك كله.
يفضل أن يكون العلاج الفوري على النحو التالي:
نحافظ على هدوئنا قدر المستطاع، نضيئ الغرفة، نمرر بلطف منديلاً بارداً على وجه الطفل كي نعيده تدريجياً إلى حالة الوعي، إذا تكاثرت حالة الذعر الليلي يفضل إستشارة الطبيب النفسي للوقوف على دلالتها، ولمساعدة الطفل على التعبير عن مخاوفه، وتفريغ الضغط النفسي من خلال طرق أخرى.
ليس هناك تدابير ناجحة لتفادي الكوابيس والذعر الليلي، ان ما يساعد على التخلص من هذه الحالة هو الحياة اليومية المنتظمة والآمنة، مع وجود أوقات محددة وثابتة لمختلف الأنشطة، ومع العمل على تقوية ثقة الطفل بنفسه، وتعزيز سلامه الداخلي، وفي المقابل هناك أحداث تعزز الكوابيس، وبالرغم من عدم وجود أيّة دراسة تثبت ذلك على نحو قاطع الا أن كثيراً من الأهل لاحظا وجود علاقة بين الكوابيس وبين مشاهدة الطفل التلفزيون وهو يبث مشاهد القتل، والأفلام المرعبة، أو تعرضه لإنفعال شديد، فمن اللازم لمثل هذه الحالات أن يسبق وقت نوم الطفل هدوء، دعاء، قراءة قرآن، حكاية مريحة، فذلك يساعده على أن يرقد في فراشه مرتاحاً، ويبعد عنه الذعر والكوابيس.
الكوابيس والرعب الليلي عند الأطفال
- التفاصيل