هاشم سلامة -
الحوار هو لغة بين اثنين فأكثر, وهو لغة المشاركة والتشارك في مسألة ما, ولا يقتصر الحوار ولا يجب ان يقتصر على الكبار في المسائل الكبرى كالسياسة والاقتصاد وحل المشكلات وحسب, اذ ان للصغار نصيب من الحوار كوسيلة من وسائل التربية, فالطفل كائن ذكي يجب ان لا يستهان به, وهو كالكبار قابل للحوار والمناقشة والمشاركة. ويعتبر الحوار جسراً مهماً للتواصل والتفاهم معه, مما يتطلب حسن الاستماع اليه حينما يرغب في الكلام, ويرى التربيون ان الجلوس على مائدة الطعام لتناول الوجبات يمثل أفضل فرصة للحوار الذي تتيحه مائدة الطعام للأسرة بكاملها, وان خير مفتاح للحوار هو ان يطلب احد الابوين من اطفالهم سرد أهم احداث اليوم الذي مروا به وان يتم ابداء رأي الجميع بتلك الاحداث ومناقشتها والتعليق عليها, خصوصاً الاشقاء فيما بينهم وان اهم عناصر الحوار حتى يكون ناجحاً وممتعاً هي:
- الاصغاء الجيد للمتحدث حتى يشعر بأهميته واهمية الكلام الذي يقوله وان يرافق هذا الاصغاء شيء من الجدية والرصانة بحيث لا يسمح لأشقاء المتحدث بالتندر أو الضحك على ما يقوله, لا بل تشجيعهم على مبادلة شقيقهم المتحدث الرأي وتبادل الافكار, والطلب اليهم الاهتمام بما يقوله.
- ابداء التفهم والاهتمام لما يقوله الطفل, ففي هذه الحالة يسترسل في شرح مشكلته او موقفه من شيء ما يريد قوله.
- عدم مقاطعته الا بالقدر الذي يهدف الى التصويب اللغوي بالاصطلاحات التي قد ترد في حديثه, او تصحيح معلومة تاريخية او مكانية. وفي النهاية.. الثناء والاطراء على حديثه حتى يشعر الطفل المتحدث بأن حديثه او القصة التي رواها هي محط تقدير واهتمام, ثم اجراء مناقشة عامة حول ما قال حتى يحس بمتعة الحوار وما ترتب عليه.
فوائد الحوار:
الفوائد اللغوية: يعتبر الحوار مجالاً مناسباً لتقويم لغة الطفل وصقل مفرداته, مما سينمي لديه القدرة على الكلام والنطق السليمين خصوصاً لو كان الطفل المتحدث يعاني من التأتأة, وتقطع الكلام, فالحوار هنا تمرين لغوي يفيد الطفل ويقوي لغته ويقومها.
الفائدة الذهنية والفكرية:
ان الحوار وتبادل الحديث يقوي الذاكرة, وينشط الافكار وتواردها لدى الطفل المتحدث, ويبقي ذهنه متوقداً وحاضراً.
- تعلم آداب الحوار: بالحوار وتكراره وارشاد وتصويب الاب او الام يتعلم الطفل فن الاصغاء, وفن عرض المشكلة او الموضوع الذي يتحدث فيه, ويتعلم وسيلة الاقناع لمستمعيه سواء كانوا أبويه او أشقائه أو غيرهم.
- الفائدة للمدرسة: ان الطفل الذي يتعلم فن الحوار في أسرته سيكون بالضرورة ناجحاً في محاورة أقرانه ومعلميه في المدرسة مما سيتيح له مكانة محترمة لدى مدرسته.
- واخيراً فان الطفل الذي تعلم فن الحوار في أسرته سيصبح أكثر قدرة على التعايش الاجتماعي مع مجتمعه ومع أي محفل يحضره كما سيقوي من قدرته على ايصال المعلومة لسامعيه سواء كانوا معلميه في المرحلة المدرسية, أو الجامعية مستقبلاً, مما سيجنبه الحرج والوقوع في الزلات والعثرات اللغوية او المعلوماتية اثناء تحصيله الدراسي العالي مستقبلاً.
ان الحوار هو لغة العصر, سواء بين الأمم والشعوب, أو الافراد فالطفل يسمع ويرى كثيراً هذه الكلام هذا الاصطلاح خصوصاً على الوسائل الاعلامية المرئية, وعليه علينا ان نتيح له الفرصة للانخراط في فهم هذا الاصطلاح وبالتدريج, بدءاً بالحوار العائلي مع افراد أسرته ثم في المدرسة, والجامعة, فالحياة العملية التي سيؤول اليها هذا الطفل كعضو في مجتمعه وأمته مستقبلاً. وان بناء ملكة الحوار لديه صغيراً ستجعل منه قادراً على مواجهته الحياة والانخراط في المجتمع بأمان وثقة.

JoomShaper