لهنّ ـ
حقيبة الطفل تمثل عبء كبير جداً عليه ، فغالباً ما نري الأطفال يعانون يومياً من مأساة حمل الأثقال صباحاً وعند العودة من المدرسة ، معللين ذلك بجدول اليوم الدراسي المكتظ بالمواد ، الأمر الذي يقوس ظهر الطفل مع الوقت ويحدث العديد من المشاكل .
وفي هذا الشأن أكدت أحد الدراسات الأمريكية لجمعية العناية بالظهر الأمريكية Backcare أن نصف أطفال المدارس معرضون للإصابة بآلام في الظهر عند بلوغهم سن الرابعة عشرة.
وأشارت دراسة أخرى إلى أن الفتيات أكثر عرضة للألم من حمل الحقائب المدرسية على الكتفين ، مؤكدة أن ارتفاع حدة الألم يبدو أكثر ارتباطا بسن ووزن التلميذ، وأثبتت هذه الدراسة أن ألم حمل الحقائق بسيط ومؤقت.
وحسب هؤلاء الباحثين فإنه بمقدور العمود الفقري أن يتحمل دون مضرة وزنا ثقيلا لمدة قصيرة، وأظهرت الدراسة أن حمل محفظة ثقيلة الوزن يؤثر كعامل مضاعف لألم الظهر وليس كعامل مولد له.
تدابير وقائية
ولتفادي هذه الآلام يشدد الباحثون على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية عند التلاميذ، مثل التخفيف من السمنة وتوفير حمية غذائية مناسبة، ومحاربة الكسل والخمول وعدم الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو التليفزيون.
لذلك تراعي الدول الأوروبية على ألا يزيد وزن الحقيبة المدرسية عن كيلو : 2 كيلوجرام على الأكثر ، فى الوقت الذي يحمل فيه الطفل العربي من 6 : 15 كيلو من الكتب يومياً ، ويؤكد الخبراء أن الوزن الغير مؤذي للطفل هو ما لا يزيد عن 10% من وزن الطفل.
وأكدت الدراسات الدولية أن وزن الحقيبة المدرسية المناسبة للطفل يجب أن يقدر وفقًا لوزن الطفل نفسه وللتغلب على هذه المعاناة يجب أن يختار الآباء الحقيبة المناسبة للطفل وفقًاً للمواصفات الصحية التالية:
1ـ أن تكون ذات دعامة قطنية سميكة من الناحية الخلفية وذلك لتوفير الدعم للعمود الفقري.
2ـ أن يكون لها حمالات أكتاف قطنية عريضة كي لا تؤذي الكتفين .
3ـ مزودة بحزام متصل بالحمالات يربط حول الخضر لتوزيع الوزن على أجزاء الجسم.
4ـ أن تكون المواد الداخلة في تصنيع الحقيبة ذات وزن خفيف.
5ـ مراعاة حجم الحقيبة بالنسبة لعمر الطفل.
ولا يجب أن تنساق الأم وراء رغبة طفلها فى اقتناء حقيبة تلائم الموضة لتجنب أضرار العمود الفقري للطفل ، كما ان وضع الزمزمية حول الرقبة قد يؤدي الي الألم المزمن لأربطة وعضلات الرقبة.
آثار سلبية
ويؤكد الدكتور جمال حسني رئيس مركز التطويل وتشوهات العظام انه علي الأم ان تتابع طفلها في تحضير الجدول يوميا في محاولة لتخفيف الأحمال الثقيلة من علي ظهر الطفل مع وضع الزمزمية داخل الحقيبة المدرسية.
والطريقة السليمة لحمل الحقيبة ان تكون المنطقة الصدرية معتدلة وكذلك الرقبة والكتفان علي مستوي واحد وان الحقيبة المتحركة التي يجرها الطفل في الشارع تناسب التلاميذ الصغار وتخفف عنهم عبء الاحمال الثقيلة علي الظهر.
وأكد الدكتور" حسن حسين أحمد" أستاذ جراحة العظام طب بجامعة القاهرة أن حقيبة المدرسة يمكن أن تكون مسئولة عن عدد من آلام وإصابات الظهر التي يعاني منها الصغار, وقد تظل آثارها السلبية كامنة عدة سنوات وتظهر عند الكبر.
مضيفاً : وحتي نحمي أطفالنا وأبناءنا من هذه المشكلات هناك عدة نقاط مهمة ينبغي توضيحها في هذا المجال. النقطة الأولي تتعلق بوزن الحقيبة, فهناك كثير من المدرسين خاصة في مرحلة رياض الأطفال يلجأون إلي تحميل الأطفال كتبا وكراسات فوق طاقتهم مما يعرض الطفل للإرهاق علي المدي القصير, أما علي المدي البعيد فيعرضه لاحتمالات الإصابة بانحناء العمود الفقري, ولذا يجب الانتباه إلي عدم تحميل الأطفال حقائب ثقيلة, والحرص علي شراء حقائب ذات احجام صغيرة أو متوسطة والتي لا يتعدي وزنها ما تحتويه من اللوازم المدرسية10% من وزن الطفل.
والنقطة المهمة الثانية, ولعلها الأهم في هذا المجال تتعلق بالأسلوب الخطأ لحمل الحقيبة سواء أكان ذلك علي الظهر أم في اليد أم علي الكتف حيث, يمكن بسهولة ملاحظة أن الطفل أو المراهق أثناء المشي يميل بعموده الفقري إلي اتجاه الثقل لمعادلة وزن الحقيبة واستعادة توازن الجسم, وهو الأمر الذي يؤثر سلبيا بمرور الوقت علي سلامة واستقامة العمود الفقري الذي يبدأ من فقرات الرقبة حتي الفقرات القطنية أسفل الظهر حيث تظهر فيه انحناءات سواء كانت إلي أحد الجانبين أم الي الأمام.
ولتجنب ذلك يجب تعويد التلميذ علي حمل الحقيبة بأسلوب صحيح بالحرص علي ابقاء الظهر مستقيما وعدم الاستجابة لثقل الحقيبة بالميل في اتجاهها.
** نشر بالتعاون مع موقع "لهن"
الحقيبة المدرسية تصيب الطفل بآلام العظام والتقوس
- التفاصيل