سهير بشناق -
لم يتوقف احمد -5- سنوات عن البكاء ,في المحل المخصص لبيع العاب الاطفال, الا بعد ان استجابت والدته لطلبه واشترت له لعبة « سبونج بوب «
واللعبة استحوذت على عقول الأطفال دون استئذان,وتشمل اصدارات وحلقات عديدة تدور حول «سبونج بوب» ومنها الشخصية الكرتونية وتشبه «إسفنجة» صفراء مربعة الشكل، تحب الفقاعات وصيد القناديل، وتسكن في ثمرة «أناناس».
واحمد ليس الطفل الوحيد الذي اصبح مفتونا بهذه الشخصيات الكرتونية بل معظم الاطفال يتهافتون على اقتنائها لانها تجسد شخصيات محببة لديهم يتم تصنيعها كالعاب وانتاج افلام تلفزيونية عنها.
ويؤكد اصحاب المحلات التجارية لبيع العاب الاطفال ان هناك اقبالا واضحا من قبل الاطفال على اقتناء هذه الالعاب بالرغم من ارتفاع اسعارالبعض منها.
ويقول مروان – صاحب مكتبة – : ان هذه الالعاب فاقت شهرتها لدى الاطفال كل التوقعات ويوجد عليها اقبال كبير.
ويضيف : تتصدر» سبونج بوب» وهي شخصية كرتونية قائمة المبيعات لدى الاطفال الذين يحبونها كثيرا مشيرا الى ان ثمنها مرتبط بحجم اللعبة ويبدا من خمسة دنانير ويصل الى عشرين دينارا.
فيما يشير ابو محمود صاحب محل العاب في منطقة الصويفية ان هذه الشخصيات غزت عالم العاب الاطفال بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية فاضافة الى اللعبة المشهورة سبونش بوب هناك العاب ارتبطت بشخصيات اخرى مثل سوبرمان وبن تن الذي تم تصنيع ساعات مرتبطة به وملابس وحتى حقائب مدرسية.
ويضيف ان معظم الاطفال عند دخولهم لمحلات الالعاب لا يختارون الا مثل هذه الالعاب اضافة الى العاب ارتبطت بشخصيات اخرى في عالم المصارعة .
ولا يقتصر الامر على الالعاب التي تجسد هذه الشخصيات فحسب فهناك الالعاب الكترونية والافلام التي اصبحت معظمها تدور حول عالم هذه الشخصيات ويتهافت الاطفال عليها بشكل كبير ويقضون ساعات طويلة بمشاهدتها او اللعب بها .
وتشير ام عمر ان اطفالها الثلاثة و تتراوح اعمارهم من ثلاث سنوات الى تسع سنوات متعلقون جدا بشخصيات كرتونية عديدة واهمها شخصية سبونج بوب وان غرفهم مليئة بهذه الشخصية اضافة الى شخصية بن تن الذين اختاروا حقائبهم المدرسية التي تحمل صور هذه الشخصيات مشيرة الى ان ابنها البالغ من العمر سبع سنوات يحلم بلقاء سبونج بوب ويعتقد انه موجود في مكان ما ,في حين ان ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات لا ينام الا وبجانبه لعبته المفضلة «سبونج بوب».
وتشكو أم سارة من ان طفلتيها تجلسان يوميا ما يقارب الساعتين لمشاهدة افلام الشخصيات الكرتونية الشهيرة وخاصة شخصية سبونج بوب اضافة الى افلام ميكي ماوس وتوم اند جيري لكنها وصفت تعلقهن بشخصية سبونج بوب بالكبيرة .
ويصف اخصائيون اجتماعيون تعلق الاطفال بهذه الشخصيات الكرتونية بانه سلوك طبيعي يعود الى طبيعة هذه الشخصيات التي تكون محببة لدى الاطفال ويؤكدون على ان هذا الشغف يجب ان يبقى بحدوده الطبيعية خارج حدود التلقيد الذي ينتهجه بعض الاطفال تعبيرا عن حبهم لهذه الشخصيات وخاصة تلك المتعلقة بسوبرمان او المصارعين.
وبحسب الاخصائيين فان دورا كبيرا يقع على عاتق الاسر من خلال مراقبة اطفالهم وعدم تركهم يقلدون بعض الشخصيات خاصة شخصية سوبرمان او شخصيات في عالم المصارعة بسبب سلبيات هذا التقليد وانعكاسه على الاطفال فهناك اطفال يرغبون بالقفز من النوافذ ليصبحوا مثل سوبرمان وهناك اخرون يقومون باداء جميع الحركات التي يؤديها ابطال المصارعة فيؤذون انفسهم أواشقاءهم او زملاءهم بالمدرسة .
وتبقى هذه الشخصيات المحببة لدى الاطفال تشكل جزءا مهما من منظومة قيم ثقافية ,كما تشكل جزءا من عقل الطفل الباطن ,وبعيدا عن حسابات الربح للشركات العالمية التي تقف وراء انتاج مثل هذه الشخصيات ,فأننا معنيون أيضا بحسابات الربح لأطفالنا بالتواصل معهم وتنظيم اوقات المشاهدة .
عالم «السبونج بوب» يستحوذ على عقول أطفالنا
- التفاصيل