منى السداوى
يعتبر وضع القواعد السلوكية لﻸطفال أهم مهام اﻷم وأصعبها في الوقت نفسه فسوف يقاوم الطفل كثيراً لكي يؤكد استقﻼله وأنت أيتها اﻷم تحتاجين للصبر، وأن تكرري حديثك مرة بعد مرة. وفي النهاية سوف يدفعه حبه لك، ورغبته في الحصول على رضاك إلى تقبل هذه القواعد. وسوف تكونين المرشد الداخلي الخاص به وضميره الذي سيوجهه خلال الحياة.
ولكن كيف نقنع الطفل بطاعة اﻷوامر واتباع قواعد السلوك التي وضعها الوالدان؟ تجيب اﻻستشارية النفسية "فيرى واﻻس" بمجموعة من الخطوات يمكن اتباعها مع الطفل:
1-انقلي إلى الطفل القواعد بشكل إيجابي: ادفعي طفلك للسلوك اﻹيجابي من خﻼل جمل قصيرة وإيجابية وبها طلب محدد، فبدﻻً من "كن جيدًا"، أو "أحسن سلوكك وﻻ ترمي الكتب"، قولي: "الكتب مكانها الرف".
2-اشرحي قواعدك واتبعيها: إن إلقاء اﻷوامر طوال اليوم يعمل على توليد المقاومة عند الطفل، ولكن عندما تعطي الطفل سبباً منطقياً لتعاونه، فمن المحتمل أن يتعاون أكثر، فبدﻻً من أن تقولي للطفل "اجمع ألعابك"، قولي: "يجب أن تعيد ألعابك مكانها، وإﻻ ستضيع اﻷجزاء أو تنكسر"، وإذا رفض الطفل فقولي: "هيا نجمعها معاً"، وبذلك تتحول المهمة إلى لعبة.
3.علقي على سلوكه، ﻻ على شخصيته: أكدي للطفل أن فعله، وليس هو، غير مقبول فقولي: "هذا فعل غير مقبول"، وﻻ تقولي مثﻼً: "ماذا حدث لك؟"، أي ﻻ تصفيه بالغباء، أو الكسل، فهذا يجرح احترام الطفل لذاته، ويصبح نبوءة يتبعها الصغير لكي يحقق هذه الشخصية. 4.اعترفي برغبات طفلك: من الطبيعي بالنسبة لطفلك أن يتمنى أن يملك كل لعبة في محل اللعب عندما تذهبون للتسوق، وبدﻻً من زجره ووصفه بالطماع قولي له: "أنت تتمنى أن تحصل على كل اللعب، ولكن اختر لعبة اﻵن، وأخرى للمرة القادمة"، أو اتفقي معه قبل الخروج "مهما رأينا فلك طلب واحد أو لعبة واحدة"، وبذلك تتجنبين الكثير من المعارك، وتشعرين الطفل بأنك تحترمين رغبته وتشعرين به.
5.استمعي وافهمي: عادة ما يكون لدى اﻷطفال سبب للشجار، فاستمعي لطفلك، فربما عنده سبب منطقي لعدم طاعة أوامرك فربما حذاؤه يؤلمه أو هناك شيء يضايقه.
6.حاولي الوصول إلى مشاعره: إذا تعامل طفلك بسوء أدب، فحاولي أن تعرفي ما الشيء الذي يستجيب له الطفل بفعله هذا، هل رفضت السماح له باللعب على الحاسوب مثﻼً؟ وجهي الحديث إلى مشاعره فقولي: "لقد رفضت أن أتركك تلعب على الحاسوب فغضبت وليس بإمكانك أن تفعل ما فعلت، ولكن يمكنك أن تقول أنا غاضب"، وبهذا تفرقين بين الفعل والشعور، وتوجهين سلوكه بطريقة إيجابية وكوني قدوة، فقولي "أنا غاضبة من أختي، ولذلك سأتصل بها، ونتحدث لحل المشكلة".
7.تجنبي التهديد والرشوة: إذا كنت تستخدمين التهديد باستمرار للحصول على الطاعة، فسيتعلم طفلك أن يتجاهلك حتى تهدديه. إن التهديدات التي تطلق في ثورة الغضب تكون غير إيجابية، ويتعلم الطفل مع الوقت أﻻ ينصت لك. كما أن رشوته تعلمه أيضاً أﻻ يطيعك، حتى يكون السعر مﻼئماً، فعندما تقولين "سوف أعطيك لعبة جديدة إذا نظفت غرفتك"، فسيطيعك من أجل اللعبة ﻻ لكي يساعد أسرته أو يقوم بما عليه.
8-الدعم اﻹيجابي: عندما يطيعك طفلك قبليه واحتضنيه أو امتدحي سلوكه "ممتاز، جزاك ﷲ خيراً، عمل رائع"، وسوف يرغب في فعل ذلك ثانية. ويمكنك أيضاً أن تحدي من السلوكيات السلبية، عندما تقولين: "يعجبني أنك تتصرف كرجل كبير وﻻ تبكي كلما أردت شيئاً". بعض اﻵباء يستخدمون الهدايا العينية، مثل نجمة ﻻصقة، عندما يريدون تشجيع أبنائهم ﻷداء مهمة معينة مثل حفظ القرآن، ويقومون بوضع لوحة، وفي كل مرة ينجح فيها توضع له نجمة، وبعد الحصول على خمس نجمات يمكن أن يختار الطفل لعبة تشترى له أو رحلة وهكذا.
تذكري إن وضع القواعد صعب بالنسبة ﻷي أم، ولكن إذا وضعت قواعد واضحة ومتناسقة وعاملتطفلك باحترام وصبر، فستجدين أنه كلما كبر أصبح أكثر تعاوناً وأشد براً .
كيف تجعلي طفلك مطيع
- التفاصيل