من المشكلات التي تؤرق الآباء والمربين، عدم طاعة الأطفال للأوامر، مما يخلق حالة من الشد والجذب معهم. ولهذا عدة أسباب يلخص بعضها الخبير الأسري محمد ديماس فيما يلي:
* التساهل من قبل الوالدين أو القسوة المفرطة أو عدم الثبات في التربية.
* إهمال دور الأبوة بسبب الانشغال أو مشكلات شخصية أو الطلاق أو الخلافات الزوجية.
* أن يكون الطفل قوي الإرادة ويتصرف على هواه.
* عدم احترام الأبوين لمصدر السلطة أو القانون، فإن الأطفال حينئذ يكونون أقل احترامًا للراشدين.
* حالة الطفل البدنية المتعبة قد تقلل من احتمال طاعته.
وحتى نعوّد أطفالنا الطاعة يجب:
* أن تكون قدوة لهم في الطاعة.
* لا تتبع أسلوب الأوامر باستمرار.
* أعطِ فرصة للأطفال لإبداء الرأي.
* لا تتوقع منهم الاستجابة الفورية.
* حاول أن تكون العقوبة منطقية متناسبة مع المخالفة.
* تجنب القسوة في العقاب.
* اسمح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم بشكل مناسب.
* ضع القواعد بشكل غير شخصي؛ أي لا تربطها برغبتك الشخصية ولكن اربطها بالطفل فقل مثلاً: "يجب أن تحافظ على نظافة حجرتك"، بدلاً من"أحب أن تنظف حجرتك".
توجيهات لوضع القواعد أو المبادئ:
1 كن محددًا وعرف طفلك ما الذي عليه أن يعمله ومتى.
2 اذكر سبب طلبك لا أمرك وراع حقوق الآخرين فيه.
3 لا تعط أوامر كثيرة مرة واحدة.
4 توقع الطاعة ولا تُشعر الطفل بأنك تتوقع منه غير ذلك.
5 ضع القاعدة بطريقة إيجابية بمعنى "عليك أن تفعل كذا" بدلاً من"عليك ألا تفعل...".
وبالطبع لن يكون الأبناء سعداء بهذه الحدود والأوامر والنواهي، وعلينا توقع إجابتهم الغاضبة؛ لأنهم يكرهون حدودنا التي وضعناها، بل قد يقولون أحيانًا إنهم يكرهوننا، إلا أن هذه الكراهية مؤقتة، ويجب ألا يقع الآباء في مصيدة إسعاد الأبناء والموافقة على رغباتهم الملحة لإسعادهم؛ لأن هذا يؤثر على شخصياتهم بالسلب مستقبلاً، وفي هذه الحالة سيجد الطفل نفسه مضطرًا للامتثال للأوامر حتى لو لم يرض بها، وبذا ينشأ الطفل متوازناً يدرك الحدود التي يقف عندها.
خفض الميل للمعارضة
هناك أساليب يمكن اتباعها لتقليل ميل الطفل للمعارضة منها:
* امتدح سلوك الطفل عند تلبية مطلبك.
* علّم الطفل أن العصيان سيؤدي لنتائج غير سارة.
* عبر عن مشاعرك وعدم رضاك حيال عدم طاعته لك.
* بين العواقب السيئة التي ستترتب على استمراره في سلوك عدم الطاعة مثل: "إذا لم تفعل كذا فستذهب إلى غرفتك وتبقى فيها".
* اقرن مكافأة الطفل إذا أطاع بعقابه إذا لم يطع.
* اعمل على تقوية علاقتك بالطفل من خلال قضاء وقت معه في نشاطات يحبها.
* أعط اهتماماً 100% لسلوك الطاعة وتجاهل سلوك عدم الطاعة؛ خصوصاً في الحالات البسيطة.
* أعطه توجيهات واضحة بوقت زمني.
* إذا استمر الطفل في عصيانه، فاحرمه من جميع أشكال التفاعل الأسري إلى أن يمتثل.
* أمسك الطفل وامنعه من الحركة حتى يعترف بمسؤوليتك في إدارة البيت.
موقف عملي:
كانت الأم في طريقها للخروج حينما طلبت منها إيمان أن تشتري لها بعض الحلوى، إلا أن الأم رفضت قائلة: لن أشتريها لك؛ لأنها مضرة لأسنانك.
ردت إيمان غاضبة: أنت لا تحبينني، أنا أكرهك.
علقت الأم بهدوء: تبدين غاضبة.
قالت إيمان: ولن أحبك بعد اليوم، أو أكون صديقتك.
ردت الأم: أنت غاضبة إلى حد أن تقولي إنك لن تحبينني مرة أخرى!
وبعد مرور عشر دقائق عادت إيمان إلى أمها قائلة: أنا لست غاضبة الآن، هل تلعبين لعبة معي؟
ردت الأم بترحيب: طبعاً يا حبيبتي.
لقد تعاملت الوالدة مع ابنتها بمهارة؛ لأنها توقعت أن رفضها شراء الحلوى لابنتها سوف يضايقها لذلك لم تهتم شخصياً عندماً قالت لها: أنا أكرهك.
الاستسلام للشعور بالذنب تجاه الابن
قال محمد لوالدته: أريد أن أشاهد البرنامج القادم.
أجابت الأم: لكنك لم تتوقف عن مشاهدة التلفاز منذ أن عدت من المدرسة.
رد محمد: أعلم ذلك لكن ليس لدي أي واجبات مدرسية اليوم.
قالت الأم: ولو.. لقد شاهدت التلفاز بما فيه الكفاية.
قال محمد: أرجوك يا أمي.
واستجابت الأم لإلحاحه وسمحت له بمشاهدة البرنامج، وهذا الموقف خاطئ من الأم، لأنها وقعت في مصيدة الحرص على إرضاء ابنها ولو بشكل مؤقت.
منى أمين
المختار الإسلامي.
حتى يصبح طفلك.. هيناً ليناً ضع القواعد وامدح وكافئ...
- التفاصيل