الدستور - ابراهيم الصبح
بعض الاطفال يفوقون الأهل في سرعة تعلم بعض الأمور بوقت اسرع . فهم وكما يعرف عنهم لديهم سرعة التقاط وتعلم الاشياء لمجرد سماعهم لكلمة او تجربتهم لآلة معينة. فالاطفال فطريا بارعون لكن كيفية جعل الطفل يستمر في قدرته على ان يستثمر براعته ويطورها هو ماتفكر به «سعاد التلي» وهي والدة لطفل يبلغ الخمس
سنوات. لكن ما يلفت انتابهها انه يستطيع استخدام الكمبيورتر بشكل خاص وسريع بما تعجز عنه شخصيا. فهو يستطيع ان يحفظ ادق التفاصيل في عمليه الوصول الى الالعاب، مثلا على الجهاز او ما يفضله او ما تم فتحه امامه من قبل احد افراد الاسرة.
كما ان سرعة تذكر طفلها للأشياء او مايشاهده يعود -حسب رأيها- الى انه طفل لم يملأ ذاكرته بأمور كثيرة وتعتبر ذاكرته في اوجها، اذا انه يستخدمها ويركز
بالاشياء لأنها جديدة عليه نوعا ما بالاضافة الى انها تقصد في بعض الاحيان ان توسع مداركه الى ان تعلمه اشياء اخرى ليستفيد منها مستقبلا.
ذوي الاحتياجات الخاصة
وتضيف «امل خير الدين» ان ابنتها التي تبلغ من العمر أربع سنوات وبالرغم من ان ابنتها تصنف من ذوي الاحتياجات الخاصة لمشكلة خلقية في جسمها، تتمتع بذاكرة
وحس رهيب -حسب قولها- فهي تستوعب الامور وما تريده منها من المرة الاولى، وبالنسبة للامور التكنولوجية كالهاتف مثلا او الكمبيوتر او حتى التلفاز فهي تتمتع بأسلوب رائع للتعامل مع هذه الأشياء والقدرة على التعامل مع هذه الالات والاستفادة منها.
وتؤيد «خير الدين» نظرية ان ابنتها حرمت من شيء لكن الله وهبها شيئا لتميز نفسها به عن غيرها. فبراعتها في استخدام الهاتف النقال والوصول الى الصور الخاصة بالعائلة مثلا او الوصول الى ملف اغان واناشيد «لقناة طيور الجنة» موجود على الهاتف يعد امرا سهلا جدا حيث انها تتعلق بهذه الاناشيد، وتضيف بأنها تشك ان ابنتها تربط بعض الامور ببعضها لتصل الى ماتريد. فحين اغيّر الصورة مثلا او أضع الجهاز الداخلي،فانها تجد صعوبة في الوصول الى بعض هذه الملفات لكنها مع المحاولة تصل اليه وتحقق ماتريد.
التقدم في العمر
يقول «راضي محمد» ان العمر الذي وصل اليه الاطفال يحول بينهم وبين قدرتهم ان يتفهموا ويتعاملوا مع هذه التكنولوجيا المختلفة والمتطورة بإستمرار، وان ابناءه يتعلمون من خلال جهاز الكمبيوتر امورا يستغربها بإستمرار. فهم يوسعون مداركهم ويحاولون الاستفادة من اي شيء يرونه على هذه الشاشة بالإضافة الى ان جميع ابنائه لديهم حساب على محرك البحث «الياهو» وغيرها من المواقع التي يطلق عليها اسم «مواقع التواصل الاجتماعي» وهي امور لم يعرفها الا منذ وقت قصير، وبالرغم من صغر سن ابنائه فهم يتمتعون بخبرة ليست سهلة على البعض.
ويضيف انه حتى مع كل هذا الانفتاح والتكنولوجيا المتنوعة يبقى على الاهل دور في متابعة ابنائهم وتوجيههم بالشكل الصحيح وتنظيم امورهم حسب الأولوية والاهمية.
رأي الاختصاص
يؤكد الدكتور»سيف الدين حماد»-مركز بحوث ودراسات الاوسط- ان الاطفال يتمتعون بذاكرة حساسة تستطيع ان تلتقط امورا اكبر وادق تفصيلا ممن هم يكبرونه سنا، ومما لاشك فيه أن الأطفال شريحة هائلة تخضع وباستمرار لمثل هذه التكنولوجيا المتزامنة مع السن والوسط المعيشي ووسائل الترفيه المغرية بالنسبة للأطفال،
إلى جانب عوامل أخرى تجعل من الأطفال في غير موقعهم وفي غير سنهم، فالأطفال الآن لهم باع في التعامل مع وسائل التكنولوجيا المختلفة مما له الاثر الكبير في تطوير وتوسيع مداركه المختلفة.
الجانب السلبي
أوضح «حماد» انه وبالاعتماد على الأبحاث العديدة المعدة في هذا الصدد نجد أن هناك علاقة طردية بين الأضرار الصحية التي تصيب الأطفال وبين سوء استعمال التكنولوجيا.. فإنه كلما كان الطفل ملازما لنوع معين من أنواع التكنولوجيا والتي تتلخص غالبا في وسائل الترفيه، نجد أن الضرر الصحي الناجم عليه في ازدياد وذلك يتضمن زيادة نسب السمنة في سن الطفولة المبكرة والمتوسطة..كذلك بطء الفهم والخمول والكسل إلى جانب العادات السيئة التي يكتسبها واحده تلو الأخرى وذلك لغياب الجهة المسؤولة عنه أو إهمالها لتصرفاته وضوابطه في استخدام وسائل الترفيه..ناهيك عن الأمراض العصبية والنفسية كالصرع والتوحد والكثير الكثير من الأمراض النفسية والعصبية؛ نتيجة لهذا الخطر المتفشي.
أطفال يتفوقون على آبائهم تكنولوجيا
- التفاصيل