سارة محمد عيسى
في كل بيت ؛ محاولة تتكون من الالعاب والدفاتر والالوان ،هدف هذه المحاولة ،ايجاد لحظات مشتركة بين الام والطفل ولو من خلال اللعب.
- هل هذا ممكن علميا وتربويا واجتماعيا؟
هناك مجموعة من التعريفات للعب ، تتعدد في الصياغة والمفهوم وترتبط فيما بينها بخيط مشترك من الصفات ، وهذه الصفات هي : الحركة ، والنشاط ، الواقعية والمتعة، هنا محاولة للتواصل مع الطفل وعالمه الخاص  .
ا وحسب المفهوم الإجرائي للعب، فانه :
نشاط حر موجه أو غير موجه ، يكون على شكل حركة ، يمارس فرديا أو جماعيا ، ويتم فيه إستغلال لطاقة الجسم الذهنية والطاقة الجسمية أيضا ، ويمتاز بالخفة والسرعة في التعامل مع الأشياء ،  وبه يتمثل الفرد المعلومات التي تصبح جزءا لا يتجزأ من البنية المعرفية للفرد ، ولا يهدف إلى الإستمتاع ، وقد يؤدي وظيفة التعلم  .

ما هو اللعب العفوي التلقائي ؟
إذا ما أعطي الاطفال فرصة اللعب ..فهم يلعبون عفويا . بمعنى اخر ، لا يحتاج الأطفال لمن يشجعهم على اللعب ، فالدافعية للعب لديهم متأصلة ومتجذرة . أما نوع اللعب ووقته واستمراريته فيحددها الاطفال بأنفسهم . ويمكن الشروع بالانشطة أو إيقافها بقرار منهم ووفقا لإرادتهم . فبالنسبة للطفل يعتبر اللعب غاية في حد ذاته . أما بالنسبة للمراقب الخارجي قد لا تبدو هناك أي فائدة أو نتيجة واضحة للعب .  
وهناك تعريف اخر للعب يتضمن « أنه نشاط موجه أو غير موجه ، يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية ويسهم في نمو السلوك والشخصية بأبعادها المختلفة .
ما هي أغراض اللعب ؟
يرتبط اللعب إرتباطا تاما بجميع مجالات النمو في الشخصية الإنسانية . فإذا لاحظنا الطفل أثناء لعبه ، نجد أنه يستطلع ، ويستكشف الألعاب الجديدة التي يأتيه بها والده ، وخاصة تلك التي تحوي على أزرار ، ومحولات تحدث أصواتا ، أو تشعل أضواء ، أو تفتح أبوابا أو تحرك محركات وهكذا,
كما أنه يقوم بتكرار بعض الافعال التي تثير تفكيره ، ويستدعي الصور الذهنية التي تمثل أحداثا وأشياء سبق أن مرت في خبرته السابقة ، كما يحدث عندما يقلد أفعال الكبار وسلوكهم وتصرفاتهم , وهو في ذلك يدرك ويتذكر ويتصور ويفكر ... الخ مما يؤكد على أنه نشاط معرفي واضح  ،كما أنه يقوم بنشاط لغوي يستخدم فيه المهارات اللغوية التي اتقنها ، وذلك في عملية تواصل ذاتية . وهو كذلك يقوم بنشاط إجتماعي انفعالي عندما يلعب ادوار الاب أو الأم مع الدمى ، أو دور السائق مع الكرسي الذي يجعل منه سيارة ، او الفارس مع العصا التي يجعل منها حصانا أو غيرها مما يسقطه على مواقف اللعب المختلفة . وهو في كل هذه المواقف يعبر عن إنفعالاته بشكل واضح . فهو إما راض أو غاضب ، وإما خائف،أما الأشخاص التي ترمز إليها ألعابه فهي إما خائفة ، مستعصية ، أو حزينة باكية .
النشاط الحركي الطفولي
يمارس الطفل النشاط الحركي ، ويتبين ذلك من خلال التقاطه للاشياء ، ووضعها فوق بعضها البعض . أو فتحها أو إغلاقها ، أو عندما يقوم بعمليات مثل القص واللصق ، أو إدارة أزرار التيار الكهربائي ، أو التآزر الحركي بين اليدين والرجلين في قيادة سيارة صغيرة أو دراجة ، أو غير ذلك من المهارات الحركية المتعددة . .
يسهم اللعب في تنمية عدد من المهارات العقلية والإجتماعية والحسية والحركية والإنفعالية ، ومن ثم يسهم في تشكيل مظاهر النمو السوي لدى الطفل بشكل عام ، وذلك في ظل وجود ضوابط تحكم ممارسة أنشطة اللعب حتى لا يصبح نشاطا هداما أو وسيلة لتكوين تصورات خاطئة عن الذات المحيطة به . فالطفل أثناء اللعب يقوم بعمليات معرفية على نطاق واسع ، فهو يستكشف ، يتخيل ، يتصور ، يفكر.
ويقوم الطفل بنشاط لغوي واضح فهو يعبر ويتفاعل ويتواصل مع الأطفال الاخرين وهذا يقتضي منه التعبير عن الذات وفهم الاخر . 

كذلك يسهم اللعب في نمو العلاقات الإجتماعية والإنفعالية ، فاللعب يمارس في ظل جماعة على الرغم من ميل الأطفال الى اللعب الفردي في بعض الاحيان، حيث يسهم اللعب في تكوين صداقات وعلاقات مع الاخرين ، وتنمية المهارات الإجتماعية ، ومنها توكيد الذات .

سارة محمد عيسى - ماجستير علم نفس تربوي ( تعلم ونمو )