بقلم:د.عبدالله إبراهيم
يهتم الأطفال كثيراً بالرسوم واستعمال الألعاب المختلفة، والدمى، وبمجرد اكتفاء الطفل, وإشباع رغبته من لعبة أو دمية معينة، يقوم بتكسيرها وتحطيمها ،ليتطلع إلى الجديد واكتشاف تجارب أخرى مع ألعاب أخرى، كما أن معظم الأطفال يميلون إلى أخذ ألعاب غيرهم كونهم لا يمتلكونها، أو لا توجد عندهم، وقد تكون مع الطفل نفس اللعبة ولكن لونها يختلف، لذلك يريد أن يقتنيها، فيظهر عليه الطمع، ويحاول أن يأخذها مهما كلفه ذلك، وبمنعنا له، أو حرمانه استشاط غضباً وعبر عن ذلك بعضه للآخرين ليعبر عن عدم الرضا، وإذا ما تركناه يعض الآخرين، استمر في هذه العادة، الأمر الذي يضايق الأسرة، إذن كيف نقضي على ظاهرة عض الأطفال؟.
علينا بمساعدة أطفالنا على التخلص من ظاهرة العض، بشجيعهم على الرسم والتلوين، وهي من الأشياء المحببة لهم، ويمكن أن نعلمه كيف يرد على الآخرين بتعليمه الكلام بصورة أو بأخرى للتعبير عن مشاعره، وأن هذا التصرف وهو العض، أمر سيئ ولا يحبذه الآخرون، والكلب هو الذي يعض، فهل أنت أيها الصغير تريد أن تصبح كلباً؟ والأمثلة كثيرة والبدائل متوفرة، حينها يعتاد الطفل على التصرفات الحميدة التي يجب أن يتعلمها منذ نعومة أظفاره، أيضاً علينا عدم معاقبة أطفالنا خصوصاً في ساعة الغضب، لأن العقاب هو عنف ضد الأطفال، ورد فعله سلبي قد يزيد من مشكلة العض بدلاً من حلها بالطريقة السليمة، ولأن الأطفال كثيري الحركة، فالحركة والتعب يؤديان إلى استعمال الطفل ظاهرة العض، وهنا علينا التأكد من أنهم أخذوا قسطاً معقولاً من الراحة، كما أن الحنان والعطف من قبل الأسرة يعملان على استقرار الطفل نفسياً، والراحة النفسية تعني الاستقرار النفسي والهدوء.

أحياناً يرسم الطفل رسومات وتخطيطات يراها صحيحة من وجهة نظره ويشخبط،وهذه الشخبطة تعني عنده الكثير، فنتدخل بمسح ما فعله من أعمال دون استئذانه، ونمسح ما كتبه، وهنا يشعر بالسلبية، فعلينا في هذه الحالة تركه وتوجيهه تدريجياً للطريقة الصحيحة في الكتابة والرسم حتى نبعث فيه روح الثقة والاعتماد الذاتي، حينها ينشأ الطفل مدركاً وعارفاً بما هو خطأ وما هو صحيح، بل وسيرجع لنا لتقييم أعماله لأخذ رأينا فيها، إذن لنطبع قبلة على خده بدلاً عن الصراخ عليه، وليأخذ قطعة حلوى بدلاً عن استعمال العصا لضربه، مع التوازن في الكلام وعدم الكذب معه، حتى ولو عن طريق الدعابة والمزح، فيشب صادقاً أميناً منذ صغره، كما أن ظاهرة عض الأطفال من أسبابها، مشاهدة أفلام العنف والتعامل الخشن، كوسائل لاكتساب السلوكيات المختلفة التي تتضمن العنف، ومن الضروري حثهم ومنعهم عن سوء التصرف والسلوكيات الخاطئة منذ صغرهم، وفي المقابل شعور الطفل بالحرمان واللامبالاة خصوصاً عند مجيء طفل آخر، يشعره بالعزلة والوحدة من وجهة نظره الخاصة، لأن هناك من هو أحق منه وهو الوليد الجديد، لذلك علينا بمعاملة صغارنا المعاملة الحسنة والتي تتناسب مع أعمارهم، ومتابعتهم جيداً، فهم أبرياء كالعصافير، وأولادنا أكبادنا تمشي على الأرض.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

JoomShaper