بقلم: نضال عساف
الأطفال زينة الحياة.. براعم المستقبل وأمل الغد.. وجودهم يضفي على الكون أبهة ونوراً.. حضورهم يعزز معاني البراءة في زمن تتزاحم فيه المصالح، وفي بقع يتكاثر فيها شتى ملامح العنف، وتشتعل في أرجائها نيران الحروب حتى تطال براءة الأطفال. للأطفال عالمهم الخاص.. لهم حياتهم المفعمة بالنشاط والحيوية، وهم لا يقدمون على فعل أو قول إلا وتسبقهم في ذلك عفويتهم التي تجبرك على حبهم والاستمتاع بتصرفاتهم البسيطة.
التربية في بعض الأحيان تتطلب بعضا من الحزم، لكن بعيداً عن العنف، لأن العنف يولّد عقدة عند الطفل وقد لا يشكل حلاً ناجحاً في موضوع التربية السليمة. الأطفال لديهم حب الفضول والاستكشاف وهذا سلوك طبيعي بل ويشكل دلالة على عافيتهم وسلامتهم، لأن هدوء الطفل وخمول حركته وانعزاله عن محيطه يعطي مؤشراً سلبياً عن حالته. وتعتمد التربية الحديثة على المحاورة ولكن باستخدام لغة يفهمها الطفل. أذكر قصة سمعتها ذات يوم عن طفل أوسعه والده ضربا مبرحا، وذلك لأنه رآه يعبث بأعواد الثقاب، في الوقت الذي كان يقوم فيه الوالد بإشعال الأعواد طالبا من ولده النفخ عليها على سبيل المداعبة. ذات يوم وأسرة هذا الطفل في زيارة إلى منزل عمه دخل الولد خلسة غرفة الجلوس حيث كان يضع عمه بجانب علبة السجائر علبة الكبريت، تناولها على الفور وبدأ يقلد والده وظل يكرر المحاولة تلو الأخرى إلى أن أضرم النار في السجاد. هذا التصرف ينم عن التقليد الخاطئ أولا، ولكنني هنا أركز على موضوع العقاب، بمعنى أن الطفل عوقب لسبب يجهله وإلا لكان احتمال تجنب تلك الحادثة أكبر.

يمتلك الأطفال حساسية عالية ولديهم كبرياء وإن لم يستطيعوا في بعض الأحيان التعبير عن ذواتهم، تكرر رفض طلباتهم وعدم الاستماع إليهم سوف يشعرهم بالنقص والانكسار ويؤثر في سلوكهم في المستقبل، كذلك هم يمتلكون طاقة كبيرة جداً تحثهم على الحركة واللعب البريء، ومن الطبيعي أن يخطئ الطفل من أجل أن يتعلم. احترام رغبة الأطفال في اللعب وفي قضاء أوقات فراغهم يحقق من أجلهم النمو الطبيعي والسليم.
* الكاتب فلسطيني يقيم في مدينة العين- الإمارات. - عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

JoomShaper