الرياض ـ لها أون لاين
أكد الدكتور سعد رياض الخبير النفسي والتربوي أن إفشاء الأسرار الأسرية عند الأطفال تعود لأسباب مرتبطة بشخصية الطفل، أو لأسباب مرتبطة بأساليب التنشئة الاجتماعية.
وأشار إلى أن الطفل الضعيف الشخصية يحاول تعويض ذلك بالحديث عما يخص الكبار، ونقل تصرفاتهم وأفعالهم وتعليقاتهم، وكأنه بذلك يدمج نفسه في منظومة المجتمع، ويحاول إظهار أو إثبات شخصيته.
وأضاف: فيما يخص جانب التنشئة الاجتماعية،  فعادة ما يلجأ الآباء إلى أسلوب التحذير المبالغ فيه، وتخويف الأطفال حال نقلهم لأي أسرار أو مواقف تجري في البيت. ونتيجة هذا التحذير المبالغ فيه عادة ما يلجأ الطفل إلى تجريب النتائج، وتجريب ما يُمنع عنه ويُحذر منه.
كذلك حديث الكبار عن أمور الآخرين، وجلسة الفضفضة أو (النميمة!) أمام الأطفال، ونقلهم لأخبار بعضهم البعض، إما بشكل مباشر أو من خلال الهاتف أو التليفون، في حضور الأطفال يدفعهم للتقليد.
ويؤكد رياض أن: طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه أيضا تُرحب وتستمع بشكل جيد للطفل أثناء نقله لأي كلام دون منعه في الحال، بل وتحيطه بالاهتمام حبا في معرفة هذا السر، سواء من قبل المعارف والأصدقاء أو الجيران أو على مستوى الأسرة الكبيرة والجد والجدة، وبالتالي يتم تشجيع الطفل على الاستمرار والتمادي في هذا الأسلوب.

وبحسب صحيفة الوفد فإن أفضل طريقة للتعامل مع الطفل الذي يقع في نقل الأسرار بعفوية، دون قصد أو عدم دراية وإدراك لما يترتب على نقل الكلام، يؤكدها د. رياض بضرورة اتباع الأساليب التربوية السليمة والمنهجية في تربية الطفل منها:

- تعزيز شخصية الطفل المستقلة، والبعد عن التحذير المبالغ فيه بخصوص نقل الأسرار.

- عدم إفشاء أسرار الغير أمامه؛ تجنبا لاتباع الطفل لأسلوب التقليد، وعدم الخوض في أحاديث مهمة أو ذات خصوصية بالغة في وجوده؛ لأن عملية غرس القيم من أسمى المهام التربوية وأفضلها في تنشئة الأطفال.

- التواصل مع الطفل وتكوين العلاقات الإيجابية معه، وتحقيق الإشباع العاطفي له عن طريق احتوائه بالحب والحنان والثناء والتقدير.

- تلبية رغبات الطفل، وتعزيز الجوانب الإيجابية في شخصيته لتعويض أي نقص لديه، وبالتالي الإقلاع عن هذه العادة.

- تدريب الطفل على كتمان الأسرار بالعديد من الوسائل كالمكافأة، ومن خلال القصص والحكايات التي تغرس هذا المفهوم وتخدم رغباتنا.

كما ينصح بضرورة البعد عن العقاب أو التمادي في تأنيب الطفل ولومه.

JoomShaper