سوزان العامري دبي
حذّرت الأخصائية والمستشارة الأسرية في هيئة تنمية المجتمع في دبي، وداد لوتاه، من المخاطر الاجتماعية لظاهرة التحرّش بالأطفال، وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن هذه الممارسة «تسبب عقداً نفسية وأمراضاً بالغة الخطورة لشخصية الطفل مستقبلاً». وطالبت بـ«تكثيف الرقابة الأسرية على المتسببين في الظاهرة، لاسيما خدم المنازل، من عاملين وسائقين»، ودعت إلى مراقبة «التحرّشات التي قد يكون مصدرها بعض الأقارب».
وشهد المجتمع المحلي في الأيام الماضية جدلاً متزايداً حول الاعتداءات على الأطفال.

ونشرت «الإمارات اليوم» وقائع حولها، فتحت نقاشاً في الصحافة والإذاعات المحلية حول وجوب تشديد الرقابة العائلية لحماية الأطفال من الاعتداءات، في أعقاب اغتصاب ومقتل الطفل موسى مختيار (أربع سنوات) صباح أول أيام عيد الأضحى.

وأوضحت لوتاه أن معظم حالات التحرّش الجنسي تنتهي بأمراض وعقد نفسية لدى الطفل، وقد تؤدي إلى تشكّل ظاهرة المسترجلات والمخنّثين، في حين يلجأ ضحايا ممن وقع عليهم التحرّش إلى الانتحار، أو إيذاء النفس هرباً من واقعهم، خصوصاً في حال عدم انتباه أو اهتمام الأهل بهم . ولاحظت أن «حالات التحرّش تحدث في الأُسر الغنية والفقيرة من دون تمييز»، وطالبت الآباء والأمهات بضرورة الاقتراب من أطفالهم واحتوائهم وفتح قنوات الحوار والمناقشة، بتخصيص يوم في الأسبوع على الأقل تجتمع فيه العائلة، لطرح كل القضايا للنقاش، مشددة على أهمية «تثقيف الأطفال وتوعيتهم بأخطار التقرب إلى الغرباء، وإبلاغ الوالدين في حال تعرضهم للتحرّش، سواء في المدرسة أو المنزل».

وحذّرت لوتاه من إبقاء الأطفال مع الخدم «وإن أبدوا إخلاصهم وحبهم للطفل». وذكرت أن مراهقة (14 عاماً) تعرّضت للتحرّش من الخادمة التي اعتادت ملامسة مناطق حساسة من جسدها، لتتمكن من السيطرة عليها. كما وقفت على حالة أخرى لسائق يتحرّش بطفلة في غياب ذويها، في أثناء إيصالها إلى المدرسة. وفي حالة أخرى، تعرّضت مراهقة لاغتصاب من عـزّاب يقيمون في منزل ذويها، إذ قـرّر والدها الاستفادة من غـرف المنزل الزائدة وتأجيرها لهم. واعتاد مزارع آسيوي ممارسة اللواط مع طفل مقابل خمسة دراهم.

وأفادت لوتاه بأن «بعض الأمهات يراقبن علاقة أبنائهن مع الخدم والسائقين، لكنهن يغفلن عن مراقبة تصرفات بعض الأقارب مع الطفل في محيط العائلة، لاسيما من الذين يتعاطون المخدرات والكحول منهم».

ولفتت إلى أن معظم الآباء والأمهات لا يتواصلون مع أبنائهم بشكل دائم، وينعدم الحوار وتغيب الصداقة بينهم، لاسيما في البيوت التي يكون الأب فيها متعاطياً للمخدرات، أو معتاداً على تناول الكحول في المنزل.

وكشفت لوتاه من خلال عملها السابق، موجهة أسرية في محاكم دبي، أن والداً تحرّش بابنته المراهقة تحت تأثير المخدرات، ولم تجرؤ على إطلاع والدتها بما تتعرّض له، خوفاً من المعاملة السيئة التي قد تلقاها، خصوصاً أن المراهقة لا تربطها بوالدتها علاقة حسنة. كما أن طفلة أخرى لا يتعدى عمرها السنوات التسع حملت سفاحاً من ابن عمها الذي اغتصبها في أثناء غياب ذويها. واكتشفت والدتها حملها بالمصادفة، عندما شكت من آلام حادة في البطن، وعند عرضها على الطبيب أكد أنها تعاني آلام الحمل، الأمر الذي خلّف صدمة عميقة لدى ذويها الذين اكتشفوا لاحقاً أن ابن عمها اعتاد ممارسة الجنس معها في أثناء غياب والدتها، وابتعاد والدها عن المنزل بسبب ظروف عمله.

 

الإمارات اليوم

JoomShaper