لم أهنأ بالنوم ليلة أمس متأثرة بما جرى لأختنا مروة الشربجي من طعن وقتل في جسدها الطاهر وإصابة زوجها أمام ناظري ابنها الصغير.
غالبت ليلي الطويل محاولة النوم الذي فارق عيني ومستعينة بالله أن ينام رضيعي الذي تأثر باضطراب حليبه وفي حوالي الساعة الثالثة صليت الفجر واستلقيت أذكر الله وأدعو لها، وإذا بي بحالة بين اليقظة والنوم رأيت فيها الشهيدة مروة.
كانت تلبس ثيابا بيضاء لم أر مثلها في حياتي تلف جسدها كأنها ملكة وكان رأسها مغطى بالحجاب من ذات الثياب التي تغطي جسدها وكأنها تاج يزين رأسها، نظرت إلي وابتسمت بوجه ملائكي لا أنساه ثم سمعت صوتا يقول 'مروة في علييّن' ثلاث مرات 'مروة في علييّن' 'مروة في علييّن' ثم اختفى كل شيء. كانت لحظات سريعة مرت انتبهت بعدها مستبشرة بأن يكون ما رأيته حقاً إن شاء الله.   لا يمكنني وصف جمالها وبهاء ملابسها وابتسامتها وكأنه يلفها حرير وديباج مخمليّ في غاية الروعة والجمال.
لم ألتق بك يا مروة في الدنيا وأسأل الله أن نكون أخوات على سرر متقابلين في جنات النعيم وأنّى لمثلي أن يصل إلى منزلتك إنّما نتمنّى الشهادة وندعو الله أن ننالها


إلى جنات الخلد يا غالية، نرثيك ونرثي معك حال المسلمين الصامتين على ما آلت إليه أحوالهم، فلا منتفض لمقتل مروة ولا آبهٍ بحجاب ونقاب مسلمة في فرنسا، ولماذا يأبهون ومسجدهم الأقصى لا بواكي له، وأهلهم وإخوانهم في غزة وفلسطين والعراق يستغيثون ولا مجيب.

ألا يا أمة الإسلام أفيقي، أما آن لهذا الليل أن ينجلي ويبزغ الفجر، أما آن لنا أن نستيقظ من سباتنا العميق ونسعى لعزة هذا الدين. لقد ضحت مروة بالروح في سبيل عزة دينها وعفتها وحجابها فماذا أنتم فاعلون يا مليار ونصف المليار مسلم.
ألا ليت صوتي يبلغ كل مدى، ألا ليت روحي تحلّق فوق كل بيت تدافع فيه عن دين الله وتبث فيه حبه سبحانه وحب نبيه

سنعلّم بناتنا كيف تكون عزة المرأة، سنرفع حجاب مروة علماً عالياً رفرافاً فوق كل الحاقدين وستعود إلينا عزة
المسلمين كما كانت بإذن الله.
وستبقى مروة في قلوبنا مهما تقادم الزمن، إنما يحفرالعظماء آثارهم بالتضحيات.

 

بقلم عبير فرعون

JoomShaper