لماذا تصر بعض الجهات في الشرق والغرب على نزع الحجاب عن النساء المسلمات؟..
سؤال يتبادر للذهن حين نشاهد هذه الحملات المتوالية على مظهر من أهم المظاهر التي تميز المرأة المسلمة عن غيرها من النساء؟
فالحجاب من أهم دلائل وسمات المرأة المسلمة المعتزة بدينها وثقافتها في مختلف المجتمعات والبئيات في الشرق والغرب، تساهم في النهضة، تتعلم وتنجز دون أن يسبب لها حجابها أدنى عائق أو حائل عن التعايش مع مجتمعها والتفاعل معه بما يتفق وقيمها المستقاة من تعاليم الإسلام.
وبنظرة سريعة إلى ما تطلع به علينا مختلف الصحف اليومية علاوة على وسائل الإعلام الأخرى سنجد حضور هذه الأزمة على أكثر من صعيد في مختلف دول العالم، وكأن الجميع اتفقوا مسبقا على طمس هذه الظاهرة (الفريضة) التي تؤكد أن الضجيج اليومي المثار حول المرأة لدفعها للتمرد، ورفض للقيم الإسلامية بما فيها الحجاب، وخروجها على مجتمعها ماهو إلا رعب وهلع تضخه تلك الوسائط من جرائد وفضائيات ومواقع إلكترونية يوميا بلا رحمة!
وحين نأتي لاختبار هذه الدعاوى أو تلمسها في الواقع: نجدها وقد أتت بنتائج عكسية، ككل الحروب التي تدار ضد الحجاب. ولا أدل على ذلك من تنامي ظاهرة التمسك بالنقاب في بلد كمصر، خصوصا بعد المعركة التي مازالت مستمرة حول نقاب الطالبات، وهو ما استنفر العديد من النساء المصريات لتأييد النقاب، بل ودفع بعضهن لارتداء النقاب نكاية في أعدائه!
هذا التشبث بالحجاب الذي بلغ حد العناد ـ في بعض الأحيان ـ جعل بعض كتّاب الصحف يدعون للكف عن مهاجمة النقاب لئلا يكسب شعبية وجماهيرية لدى النساء، فقد قال أحد الكتاب المشفقين من انتشار النقاب: "أوقفوا الحرب ضد النقاب لأنكم تدعمونه من حيث لا تدرون".
ويبدو أن ملاحظته كانت في محلها؛ حيث ترى كثير من النساء المحجبات أن هناك العديد من قضايا الفساد المنتشرة في المجتمع والتي من الأولى الالتفات إليها ومحاربتها، كالسعي لدعوة النساء المتبرجات للاحتشام والتستر وترك النساء العفيفات ينشرن الخير والفضيلة في المجتمع.
ومازال الإصرار على عداوة الحجاب والمحجبات ووصفهن بالتخلف مما جعلهن يتخذن موقفا صلبا في الشرق والغرب وتبدلت الأدوار بمرور الوقت، فصارت المحجبات في موقف القوة خصوصا بعد الأحكام التي حصلن عليها من القضاء، وظهور العديد من الأقلام التي تنصفهن في وسائل الإعلام المختلفة، فبات أعداء الحجاب يتلمسون طريقهم للانسحاب ولكن بالأسلوب الذي يحفظ ماء وجوههم؛ فكلما طال بهم الوقت؛ كلما ضاقت أمامهم فرص الانسحاب بكرامة!
لها أون لاين