شهر رمضان من خير أيام الله عز وجل، منَّ الله سبحانه به علينا، فهو موسم الخير والطاعات والعبادات والأجر الوفير، والعبادة فيه من خاصته، فقال سبحانه في الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به"، فاختص الله تعالى الصيام لنفسه من بين أعمال العبد كلها.
وتتحمل المرأة قدر كبيرا من أعباء الحياة في تدبير شؤون أسرتها، فهي تصرف معظم وقتها في قضاء حاجياتهم سواء كانت في إدارة المنزل، أو في تربية أبنائها والإشراف على تعليمهم، وفي مراعاة حقوق زوجها، ومساعدته في النفقات العائلية في جميع أشهر السنة، وفي رمضان المبارك تبذل جهداً مضاعفاً في تلبية متطلبات أسرتها، ونتيجة لذلك تضيع عليها فرصة أداء الكثير من العبادات الرمضانية والشعور بروحانيتها، وحرصا على اغتنام المرأة المسلمة الشهر الفضيل نود أن نذكرها ببعض التوجيهات والنصائح التي
تستطيع من خلالها الفوز بحسنات الشهر الفضيل:
- على المرأة المسلمة سواء كانت زوجة، أو أماً، أو أختاً، أو ابنة أن تستحضر النية بأن ما تقوم به من أعمال طاعةً لله ولرسوله، وتحتسب كل عمل لله، وهذا من عظيم إحسانه على النساء بأن كل عمل تقوم به لخدمة أسرتها تنال به الأجر والثواب.
- على الأم حث جميع أفراد الأسرة على الالتزام بالعبادات الرمضانية، ومن أهمها صلاة القيام، وتلاوة القرآن وختمه أكثر من مرة في الشهر الفضيل، لم لقراءة القرآن في رمضان من خصوصية ليست كباقي الأشهر، قال الله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَان"، فرمضان والقرآن متلازمان، إذا ذكر رمضان ذكر القرآن، "... وكان جِبْريلُ يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرَسُولُ الله حين يلقاه جبريلُ أجود بالخير من الريح المرسلة".
- عدم الإسراف والمبالغة في المأكل والمشرب، والتفنن في الأصناف الموضوعة على المائدة الرمضانية، واستغلال الساعات التي تقضيها في المطبخ بكثرة الذكر والتسبيح والاستغفار، قال عليه السلام "يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار" لكسب غنائم الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
- تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين بإرسال الإفطار لهم لإدخال الفرح إلى قلوبهم وحصد أجر إفطار صائم، أو بتقديم بعض الوجبات إلى الصائمين في مسجد الحي.
- على البنت أن تساعد والدتها في تحضير الموائد الرمضانية لتخفف العبء عنها لتستطيع القيام بالشعائر الرمضانية، لأن لهذا الشهر ميزة حيث تزيد فيه العزائم للأرحام والجيران والأقارب.
- الاستشعار بنية التعبد لله تعالى في تأدية سنة السحور، وتقديم الطعام الجيد المفيد الذي يقي أفراد العائلة من الجوع والعطش، ومن مشقة الصيام في ساعات اليوم الرمضاني الطويل، وألاّ تتذمر من تحضيره لاستيقاظها من النوم.
- على المرأة ألا تَصْطَحِبَ معها الأطفال الذين لا يَصْبِرُونَ على انشغالها عنهم بالصلاة، فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ، أو بالعبث في المصاحف وأمتعة المسجد وغيرها.
- على النساء الإكثار من الصدقات في شهر رمضان، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلّم النساء على الصدقة، فقال عليه الصلاة والسلام "تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن"، فقد تصدقت أم المؤمنين عائشة في يوم واحد بمائة ألف، وكانت صائمة في ذلك اليوم، فقالت لها خادمتها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تُفْطِرِينَ عَلَيْهِ؟ فقالت: لَوْ ذَكَّرْتِنِي لَفَعَلْتُ!
- الإكثار من الأعمال الصالحة في رمضان، ولا تقتصر على الذِّكر والتلاوة والصلاة، بل هي أعم من ذلك، فالصدقة وصلة الرحم وزيارة المرضى وخدمة الناس احتسابا للأجر من الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله.
أحكام شرعية خاصة في المرأة المسلمة
- للمرأة المسلمة أن تصلي التراويح في المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح لقوله عليه السلام "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهنَّ خير لهنَّ".
- وإذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد العظيمة.
- إذا انقطع الدم عن المرأة في آخر الليل من رمضان يصح لها أن تتسحر وتنوي الصيام، وذلك لأنها في هذه الحال طاهرة ينعقد صومها.
- إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها، وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. أما إذا لم ينقطع إلا بعد أن تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم، ولا يجزئها، بل تقضيه بعد رمضان.
- إذا طهرت المرأة في أثناء النهار من الحيض أو من النفاس تمسك بقية ذلك اليوم وتقضيه، فإمساكها لحرمة الزمان، وقضاؤها لأنها لم تكمل الصيام.
- إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها صوم رمضان، وإن عاد معها الدم بعد الأربعين فهو دم فاسد لا تدع من أجله الصوم، وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن، وتتوضأ لوقت كل صلاة.
- إذا رأت المرأة الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام، فإن لم تر علامة على قرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس نفاسا، بل دم فساد على الصحيح، وعلى ذلك لا تترك الصوم، وإن كان مع هذا الدم من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس، تدع من أجله الصوم، ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم.
د. إيمان أحمد الغزاوي