بقلم: تشيكا سماكو
عندما سألني صديقي عن رغبتي بالعمل في وظيفة حكومية، رددت بالرفض، فسألني إذا كنت أخطط للعمل في قطاع خاص أو غيره؟ فقلت: "لا أظن". لقد اشتاظ غضبا! وقال: "ماذا تريدين أو تعملي إذاً؟" فقلت: "أريد أن أكون ربة بيت وأم"!
لقد كنت مرتبكة، رغم جوابي الواثق، فرد صاحبي باستياء: "هل أنت جادة؟" ثم صرخ بسؤاله: "ألا تريدين المشاركة في بناء المجتمع؟"، وهذا السؤال اعتبره أسوأ سؤال على الإطلاق! "آلا تريدين المشاركة في بناء المجتمع؟". إن هذا السؤال يجعلني أدرك مدى ضعف الفكر العام في الحكم على الأمور.
مع تطور الحرية الشخصية، وتمكين المرأة، فإن رؤية المجتمع للأم غير العاملة تزداد استهانة. واليوم تصف المرأة بالجبانة، إذا لم تحقق حلمها الكبير الذي يحلم به الرجل. لقد اختلفت النظرة للمرأة المثالية، هي تلك المستقلة عن الرجل، بوظيفة ناجحة وحياة أسرية جيدة. وفي الجانب الآخر نجد أن ربة البيت التي تعيش على دخل زوجها، وترعى صغارها بشكل يومي، تعتبر مشكلة يجب أن
تتخلص الحضارة منها!
في مادة الفلسفة التي درستها: ناقشنا تطورالحضارة وتركيزها الكبير على حياة الفرد والأسباب المساهمة، وقد وجدنا أن الناس يصبحون أكثر تطلبا، ودائما ما يندمجون مع فكرة "ماذا سأستفيد" عند اتخاذ أي قرار. وهذا الفكر يجعلنا نتناسى القيمة المعنوية، والقدرة على التفكير خارج صندوق الذات. أليست الأمومة أعظم من أي وظيفة بأجر؟ إن مجرد التفكير أن الأم تعمل بلا أجر مادي، يدفعها للعطاء أكثر؛ لأنها تعرف أن كل ذلك يدعمه حب نقي، لشخص يمثل جزءا كبيرا من حياتها، وهم الأبناء.
ومن الناحية العملية: فإن الصعوبات التي تواجهها الأم تفوق كثيرا أي نقاط إيجابية قد تحسب. فعند النظر للأمومة من بداية الحمل ومشكلات الغثيان، وتحمل زيادة الوزن، وتغيير الهرمونات، إلى الولادة وآلام المخاض، حتى رعاية مولود على مدار 24 ساعة، دون النظر إلى أي ساعات راحة ثابتة! إنه أمر يثير الجنون! ثم تأتي التربية في مشوار طويل.
والنزاع الأكبر يقع على "الاعتبار الاجتماعي" المهمش للأم وربة البيت، كشخص يقوم بدور هام في الحياة. فعندما يبرع طفل في مجال ما، نادرا ماتتم الإشارة لوالدته، والعكس يحدث عندما يرتكب طفل ما خطأً، فكل أصابع اللوم والاتهام تقع على والديه وطريقة تربيتهما! فمجرد أن تقرر الأم أن تصبح أماً، فإن كمية كبيرة من الضغوطات تعلب دورا كبيرا في تشكيل وتطوير دورها في بناء أفراد للمجتمع.
والمرأة المثالية في نظر المجتمع هي: التي تحظى بالتقدير والثناء والترقيات والسفر، مع عدم طرح المشكلات التي تواجهها، بينما ربة المنزل تجد التركيز كله على السلبيات، وأنها وظيفة سطحية وضعيفة، لاتدعم المرأة ماديا أو معنويا؟!
فإذا كان تطور المرأة في الطب والقانون والتعليم مهما، فماذا عن تطورها الاجتماعي والأسري في بناء جيل متحفز ونشيط.
إني فخورة بكوني ربة بيت!