فريدة أحمد
يظن كثيرون أن القوة تتطلب بنيانا جسديا جيدا، أو ربما تتطلب سلاحا لتصبح أكثر فاعلية، لكن الواقع أثبت أن القوة لا تحتاج سوى قلب محب وروح مضحية، تتطلب أُما، فقوة الأمومة يمكنها تغيير كل شيء.
الأمومة تغير المرأة وتظهر مكامن القوة لديها، تخلق قوة لم تكن موجودة من الأساس ولم تكن تعلم عنها شيئا، قوة الأمومة تجعل المرأة تحارب المستحيل، تحارب قوانين وأنظمة فاشية لحماية حقوق أبنائها، تجعلها تعفو حين يكون السماح عبئا ثقيلا، تجعلها تخالف قوانين الطبيعة وتهاجم أسدا بيديها العاريتين، فقط لتنقذ ابنها.
صبر مروة.. بطولة أُمّ مصرية


في مايو 2017، تلقت الأم المصرية، مروة قناوي، خبر سقوط ابنها يوسف مصابا بطلق ناري في الرأس.
كان الطفل يوسف العربي (13 عاما) يلعب مع أصدقائه في ميدان الحصري بمدينة السادس من أكتوبر القريبة من القاهرة، على بعد كيلومترين من حفل زفاف مقام، وأصيب بطلق ناري عشوائي، كانت الطلقات تخرج من أسلحة نارية ابتهاجا بحفل الزفاف، على العادة الشعبية في تلك المناسبات، وكان من بين مطلقي الرصاصات العشوائية ضابط شرطة ونجل لأحد نواب البرلمان، وهو الأمر الكفيل بإفلاتهما من العقاب.
مات يوسف، وكانت الأم الثكلى تتعهد لمن حولها أنها ستحارب من أجل حق ابنها، ومن أجل وقف تلك العادة حماية لآخرين يمكن أن يسقطوا ضحايا لها.
لم تكن المعركة بسيطة، ليصدر القضاء أحكاما بالسجن على أربعة متهمين، نال كل منهم خمس سنوات عقابا على حيازة سلاح غير مرخص وممنوع تداوله، إضافة إلى عامين لثلاثة منهم على القتل الخطأ، تطلب ذلك عاما كاملا، لكن متهمَين من الأربعة ذوا نفوذ وسلطة "الضابط، ونجل البرلماني"، فرغم صدور أوامر ضبط وإحضار من النيابة بحقهما ثم صدور حكم قضائي بسجنهما، فإن الشرطة لم تقم بالقبض عليهما.
أخذت مروة قناوي على عاتقها، تحريك الراكد بإصرار لتطبيق قوانين تتعطل أمام أصحاب النفوذ وتطبق فقط على آخرين، من مطالبات مستمرة بالقصاص من القتلة، إلى إطلاق حملة وسلسلة من الفعاليات لمحاربة إطلاق النار في الأعراس والمناسبات، كان منها "فرحك موّت فرحتنا.. لا لضرب النار في المناسبات".
لم تستسلم الأم، ومع اقتراب مرور عامين دون القبض على المتهمين، أعلنت مروة نهاية مارس/آذار الماضي إضرابا عن الطعام للضغط على وزارة الداخلية، من أجل القبض على قاتلي ابنها الطليقين، ووجد الأمر صدى في البرلمان، حيث طالب بعض النواب وزارة الداخلية بتنفيذ الحكم.
وبعد 45 يوما من الإضراب، ظلت تؤكد مروة خلالهما أنها لا تسعى للموت ولم تيأس، لكنها هي كل جيش ابنها الذي يحارب من أجل حقه ومن أجل عدم تكرار المأساة مع آخرين، قرر القضاء تأييد أحكامه على المتهمين، وأعلنت الأم أنها ستوقف إضرابها عن الطعام في هدنة لاستعادة الصحة وليس استسلاما قبل تحقيق الهدف الرئيس.
لم يمر يومان على تأكيد الحكم، حتى قام المتهمان طاهر محمد أبو طالب وخالد أحمد عبد التواب بتسليم نفسيهما، وتقدما بطلب لإعادة محاكمتهما في القضية، لتنتصر إرادة الأم.
قلب سميرة.. بطولة أُم إيرانية
في عام 2014، فاجأت الأم الإيرانية سميرة الاينجاد العالم، بعد أن أوقفت تنفيذ حكم الإعدام في قاتل ابنها.
قبل ذلك التاريخ بسبعة أعوام، تشاجر القاتل بلال مع القتيل عبد الله وكان عمرهما لم يتجاوز الـ(18 عاما)، على قارعة الطريق في مدينة نور، شمالي إيران، وعلى إثرها طعنه القاتل بسكين أرداه قتيلا.
ظلت الأم طوال سبع سنوات، تطالب بالقصاص من القاتل وإعدامه شنقا لتأخذ بحق ابنها، وبالفعل حكمت المحكمة في إقليم "مازندران"، على القاتل بالإعدام شنقا وقررت تنفيذ الحكم في مكان عام بالقرب من السجن.
ولم تستجب الأم لتوسلات أهل القتيل في العفو عنه، خاصة أنه في إيران يحق لعائلة المجني عليه أن تطلب وقف تنفيذ الحكم أو الصفح عن القاتل، كما يحق لـ (ولي الدم) تنفيذ حكم الإعدام بنفسه بمؤازرة حراس السجن.
وفي اللحظة التي ظهر فيها الجاني بجوار حبل المشنقة معصوب العينين، ظهرت والدة القتيل، وصفعته على خده، معلنة العفو عنه، لتنقذ بذلك حياته في اللحظة الأخيرة، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
غضب تشيلسي.. بطولة أُم كندية
غريزة الأمومة، دفعت الأم الكندية، تشيلسي بروملي، إلى الوقوف في وجه قوى الطبيعة نفسها، إذ انقضت على أسد جبلي لتنقذ صغيرها البالغ من العمر سبع سنوات من بين فكيه، طبقا لموقع سكاي نيوز الإخباري.
سمعت تشيلسي صرخات ابنها زاك حين كان يلعب في حديقة المنزل في جزيرة فانكوفر بكندا، وحين هرعت إليه وجدت أسدا جبليا يسحب طفلها خارج الحديقة بعد إصابته بجروح في الرأس والعنق والذراع، فقفزت الأم على ظهر الأسد وفتحت فكيه بيديها العاريتين وهي تصرخ حتى هرب الأسد، ونجا الطفل الذي تم نقله إلى المستشفى
=

JoomShaper