قبل أن ينطلق أول مؤتمر إسلامي عالمي لمناقشة الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة وأثرها على العالم الإسلامي بالبحرين، أطلق مسؤول أممي رصاصة الاتهام بـ"التخلف والرجعية" على المؤتمر الذي يلبي أشواق ملايين النساء الطامحات للتحرر من قيود عُباد الشهوات وملاك الحقيقة المطلقة!
وبالرغم أن هناك شبه اتفاق على تجاهل المؤتمر في وسائل الإعلام التي تهدر ليلا ونهارا، فإن الكتابات التي تناولته ـ على قلتها ـ لم تنتظر لتسمع رأي المختصين وتناقشهم في آرائهم، بل بادرت بالاستياء والرفض، وتحريض المسؤولين العرب على محاربة الرأي والفكر!
ومن العجيب أن يتحدث مسؤول عربي في الأمم المتحدة لصحيفة الوطن السعودية عن المؤتمر ـ المحاصر إعلاميا ـ قائلاً: "إننا كجهاز تابع للأمم المتحدة معني بالمرأة، فإن مؤتمر البحرين الذي يقيمه رجال دين، يعتبر ضد نجاحات المرأة في العالم الثالث النامي".
وقالت الوطن: "إن المسؤول الأممي انتقد صراحة ما يحاول أن يروج له مؤتمر البحرين القادم من "رجعية وتخلف" بحسب رأيه، داعياً المسؤولين العرب إلى "الوقوف ضد أجندة المؤتمر"، وأنه بحسب ما يراه "يمثل إحراجاً دولياً للدول العربية الموقعة على مواثيق الأمم المتحدة المعنية بالمرأة".
ماذا يريد هذا المسؤول الأممي الذي لم تذكر الوطن اسمه؟!! هل يريد أن نسير وراءه مغمضي العينين مكممي الأفواه، وإلا وصمنا بالتخلف والرجعية؟! أليس من حق الباحثين العرب والمسلمين تناول ما تطرحه الأمم المتحدة في أمور هي من صميم خصوصيتنا؟ وهل ينتظر هذا المسؤول منا نحن العرب والمسلمين أن نوقع على قرارات الأمم المتحدة حكومات وشعوب ومفكرين وباحثين دون أي مناقشة وإلا أصبحنا رجعيين متخلفين؟!
إن هذه التصريحات تعد من قبيل التطرف في مصادرة الرأي الآخر، وتكشف عن جمود في الفكر لا يقبله أي منطق، فبدلا من أن ينتظر المسؤول الأممي ما يطرحه المؤتمر ويكتب رأيه لنستفيد منه في إطار المناقشة الموضوعية، بادر إلى اتهام المؤتمر بالتخلف والرجعية قبل أن يبدأ، فهل ينتظر منا السيد المسؤول أن نقاطع المؤتمر ونتبع ادعاءاته بزعم أنه سيوقع الدول العربية في الإحراج الدولي؟!
إن العديد من الدول العربية والإسلامية تحفظت على بعض التوصيات والقرارات الخاصة بالمرأة، لمخالفتها الشريعة الإسلامية، وهذا التحفظ والاعتراض يمكن الرجوع إليه في الموقع الرسمي للأمم المتحدة؛ وهذا المؤتمر يؤمل منه - إضافة لأهدافه الأساسية - أن يبرز هذه التحفظات لتدخل حيز التنفيذ، ولتتجلى حقيقة مواثيق وقرارات وتوصيات تلك المؤتمرات.
لها أون لاين