بلدي نيوز - (عمر يوسف)
تحاول أم حسن (56 عاما) جاهدة العمل في زراعة الأرض القريبة من خيمتها في ريف إدلب شمالي سوريا، مقابل أجر زهيد لا يتجاوز سبع ليرات تركية، في وقت يحتفل العالم اليوم بعيد يوم المرأة العالمي.
لا تعلم أم حسن شيئا عن يوم المرأة ولم تسمع به من قبل، بل كل ما تتمناه أن تنال سبع ليرات لأجل شراء ربطة الخبز والقليل من الخضار، من أجل تأمين قوت يوم أسرتها في مخيم الزعلانة، بعد أن فقدت زوجها بقصف سابق لقوات النظام على ريف حلب قبل أربع سنوات.
تقول أم حسن لبلدي نيوز، إنها تحلم بالعودة إلى منزلها في ريف حلب، ونهاية هذه الحرب ورحلة العذاب التي تمر بها، حيث أنها تؤكد أنها كل يوم تكافح لأجل الذهاب للعمل، فهي الأخرى مصابة بألم في ظهرها وبالكاد تستطيع العمل.


غياب المعيل
حالة أم حسن هي ليست حالة فردية خاصة تنفرد بها هذه المرأة الخمسينية، إذ قدر تقرير لمنسقي استجابة سوريا أعداد الأرامل في شمال غرب سوريا بـ 46 ألف و892 أرملة بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
أما عدد الأرامل في المخيمات فقد بلغ 10 آلاف و809 امرأة أرملة من أصل 328 ألف و 673 امرأة يسكنون هذه المخيمات، بحسب التقرير الذي نشر في نهاية شهر كانون الأول الماضي.
ومنذ بدء المعارك في سوريا فقدت آلاف النسوة أزواجهن نتيجة الاعتقالات التي شنها النظام السوري في المدن الثائرة، إضافة إلى مقتل عدد منهم جراء القصف أو خلال الاشتباكات التي دارت في أرجاء سوريا بين المعارضة والنظام السوري.
معتقلات وضحايا
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر لها اليوم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إنَّ قرابة 9264 امرأة لا تزلنَ قيد الاعتقال/ الاختفاء القسري، وهناك استهداف للنساء على خلفية عملهن، مشيرة إلى تسجيل ما لا يقل عن 67 حادثة استهدفت النساء على خلفية عملهن في الشمال الغربي والشمال الشرقي من سوريا منذ آذار 2020 حتى آذار 2021.
وطبقاً للتقرير، فإن ما لا يقل عن 92 سيدة قتلت بسبب التَّعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في المدة ذاتها، 74 منهن على يد قوات النظام السوري.
كما سجل التقرير ما لا يقل عن 11523 حادثة عنف جنسي، ارتكب النظام السوري 8013 منها، بينها 879 حصلت داخل مراكز الاحتجاز، وارتكب تنظيم داعش 3487، في حين أن 11 حادثة عنف جنسي ارتكبتها فصائل في المعارضة المسلحة، و12 كانت على يد قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

JoomShaper