د. عبد العزيز الصويغ
في الوقت الذي لا يجد فيه الشباب الإمكانيات للزواج والاستقرار، يُلوح بعض كبار السن بالذهب والمال، مستغلّين حاجة بعض الأسر المادية لاقتناص فتيات في عمر حفيداتهم في عقود يعتبرها هؤلاء زواجًا شرعيًّا لا عيب فيه.. فالرجل، كما يري هؤلاء، لا يعيبه إلاّ جيبه!! فطالما أن الجيب عامر، فلا شيء يقف أمام رغباتهم حتّى لو كانت رغبات معيبة ومُخجلة، لا تتناسب مع مقامهم، ولا سنوات عمرهم. ودون أن يعبأ هؤلاء أن يكون نهاية هذا الزواج هو الفشل؛ لأن في مقدورهم تبديل بالزوجة أخرى.. غير عابئين بمصير الفتيات اللاتي اقترنوا بهنّ لرغبة.. وطلقوهنّ لرغبة!
أمّا النوع الآخر من الزواجات، فهو ما يُعرف مجازًا بـ “زواج البدل”. وهذا هو نكاح الشغار، الذي نهى عنه الرسول صلّى الله عليه وسلم. وهو نكاح فاسد، سواء كان بمهر أو بغير مهر. ففي هذا النوع من الزواج -في الغالب- لا بد من إكراه المرأتين، أو إحداهما. أمّا الطامّة الكبرى إذا كان البدل على فتاتين في سن الطفولة، فيبادل رجل ابنته بابنة الرجل الآخر في أقصي حالات التعسف والعدوان، خاصة وأنه تجاه فلذات الأكباد. وما حدث للطفلة اليمنية إلهام، ذات الثلاثة عشر ربيعًا، والتي توفيت بعد أربعة أيام من زواجها الثلاثيني، مقابل تزويج أخت زوجها إلى أحد أفراد عائلتها، في جريمة يتكرر مثلها في أنحاء عديدة من وطننا العربي والإسلامي.
أن من المعيب أن يحدث والعالم كله يعيش في القرن الحادي والعشرين، بينما نعيش نحن في عصر الجاهلية الأولى، حيث كانت المرأة سلعةً تُباع وتُشترى. فحين يكون الزواج تجارة تكون المرأة فيه سلعةً تُباع وتُشرى، بل ويمكن أن تكون هديةً يهديها الأب، أو الأخ لصديق، فيرد الصديق الجميل، ويقدم شقيقته، أو ابنته دون أي حقوق شرعية، فتضيع بذلك الحقوق التي حفظها ديننا الإسلامي الحنيف للمرأة، بجهالة حينًا.. وبعلم في أغلب الأوقات!!

JoomShaper