ترجمة: يوسف وهباني
الأزمة التي تعانيها المرأة الغربية المسنة تكشف زيف الحضارة الغربية، والمزاعم التي تدعيها عن حقوق الإنسان والتمدن البشري، فالمرأة الغربية التي تتعتبر مسنة تعيش سلسلة من الأزمات والمشاكل التي تتفاقم مع الوقت، الأمر الذي يدفع الكثيرات منهن للانتحار هربا من هذا الواقع المؤلم.
التقرير التالي، الذي نشره موقع ويكيبيديا يبرز جانبا من هذه المعاناة التي تعيشها المرأة المسنة في المجتمعات الغربية، حرصنا على ترجمته لإبراز الفارق بين الحياة الآمنة العزيزة التي تنعم بها المرأة المسنة في مجتمعاتنا في ظل الإسلام الذي حرم على الأبناء مجرد قول أف للأم، وجعل الإحسان إليها مقترنا في عدد من الآيات بإفراد الله بالعبادة، وبين هذه المأساة التي تعيشها المرأة المسنة الغربية، وكان الأولى بدعاة تحرير المرأة أن يطالبوا مجتمعاتهم بتوفير حياة كريمة لهؤلاء النسوة، بدلا من مطالبتهم بحرية الانحلال والفجور.
النص المترجم:
ازدادت وتفاقمت أزمة السكن في أوروبا نتيجة للضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها القارة الأوربية في هذا العصر، وزاد من معدل هذه الأزمة التفكك الاجتماعي الخطير الذي تعيشه الأسرة الأوروبية مما ضاعف من معدل الأمراض العصبية خاصة في أوساط العجزة والمسنات من النساء.
يعاني العالم الغربي على الرغم من ثرائه من بعض الأزمات الحادة التي عصفت بحياة الكثيرين من الأسر، ومن أهم الأزمات التي عصفت بالنسيج الاجتماعي لدى الأسر – الأزمة الاقتصادية الحادة التي ضربت اقتصاد بعض الدول، مما جعلها تتراجع عن مشاريعها المعلنة وتسببت في إفلاس العديد من البنوك الكبيرة بجانب بعض كبريات الشركات والمصانع.
كثير من العائلات فقدت مساكنها نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة مما جعلها تلجأ للسكن في العراء! ومحظوظة العائلة التي تجد خيمة تأويها، وفي ظل هذه الأزمات التي تفاقمت في الغرب بدأت النساء المسنات يلجأن للسكن في بهو الكنائس و المكتبات العامة، وبعض القاعات الخاصة بالفن التشكيلي ودور السينما.
ونظرا لتكالب عدد كبير من النساء المسنات على هذه المناطق؛ فقد بدأت سلطات تلك الأماكن تمنع دخولهن إليها، حيث خصصت حراس يمنعون من تريد اللجوء لتلك الأماكن، ولما فشلت هؤلاء النسوة المسنات في اللجوء لمثل تلك الأماكن لجأن للأفنية الملحقة بالمراحيض العامة، حيث يضعن ملابسهن وبعض الأغراض اللاتي تخصهن، ومن ثم ينمن عليها خوفا من سرقتها لا سيما وأن هذه الأماكن عامة، وعلى الرغم من رائحة هذه الأماكن المنتنة ولكن هؤلاء النسوة البائسات لجأن إليها.
هذه الظروف القاسية لم تشفع لهن، فهناك من يضع العوائق في طريقهن، ونتيجة لذلك فعادة ما يلجأن لمثل هذه المناطق في الفترة المسائية، وحينما يصبح الصباح يذهبن للجلوس بالحدائق وعلى أطراف الأماكن العامة، طلبا للعون ومد يد المساعدة من الآخرين.
أمام تفاقم هذه الظاهرة خصصت وزارات الشؤون الاجتماعية بأوروبا بعض البيوت الخاصة بالمسنين والمسنات، ولكن نسبة من لا تجد لها مسكنا كبيرة جدا لا يكفي تخصيص بعض الأماكن لهن، فالأمر لا يرجع للأزمة الاقتصادية وحسب، فهناك عدد من المشاكل الاجتماعية أدت لتفاقم هذه الظاهرة.
فالمرأة الأوربية تعاني من عدد من المشاكل والأزمات التي تعصف بحياتها، منها: سوء المعاملة من قبل الزوج المدمن على الخمر، وضربه لها وإساءته لها يوميا، لذلك فقد آثرت الكثير من النساء المسنات اللجوء للشارع بدلا من السكن مع مثل هذا الزوج المسيء والذي يمثل خطرا علي حياتهن.
كما أن كثيرا من المسنات وجدن أنفسهن بلا عائل يعولهن بعد رحيل أبنائهن عنهن، وموت أزواجهن وبقائهن في المنزل وحيدات، مما جعلهن يلجأن للشارع طلبا للمساعدة، هذا إلى جانب الكوارث البيئية التي تفاقمت في الآونة الأخيرة من فيضانات المياه، وانهيارات جليدية خطيرة أودت بحياة الكثير من السكان بأوربا.
ففي أوروبا بلغ عدد المشردين من المسنين نحو 1,6مليون مسن معظمهن من النساء المسنات.
وازداد تعدادهم نظرا للأزمة الاقتصادية الحادة التي عاني منها العالم الغربي في العام الماضي، الأمر لا يختلف كثيرا في الولايات المتحدة عن الصورة السابقة؛ لذلك فقد خصص الكونجرس الأمريكي نحو "25" مليون دولار لمساعدة الأسر المشردة لأجل إقامة مساكن لهم.
النساء المسنات بأوروبا يشكون الكثير من الإهمال من قبل أولادهن وأفراد أسرهن، حيث صار الجانب المادي هو شغل الأولاد الشاغل، وكثيرا ما ينسى الأولاد أن لهم جدة أو أما مسنة تحتاج للرعاية والاهتمام، وبعضهن يعاني من الهجران التام من جميع أفراد أسرهن حيث لا يسألوا عنهن نهائياً.
لها أون لاين