رويترز - بغداد (العراق) - تمتليء شوارع بغداد بسيارات الاجرة وحافلات صغيرة لنقل الركاب بين أنحاء المدينة المزدحمة. لكن مشهد امرأة تقود حافلة صغيرة لنقل الركاب في العاصمة العراقية أمر غير مالوف.
هناء عاشور واحدة من امرأتين عراقيتين تكسبان زرقهما بقيادة مركبة لنقل الركاب في شوارع العاصمة العراقية التي ما زالت محفوفة بالمخاطر. واضطرت هناء وزميلتها رافدة المعروفة ايضا باسم زين لهذا العمل لتعولا أسرتيهما بعد مقتل زوجيهما.
قررت هناء ورافدة العمل بتلك المهنة المقصورة على الرجال رغم المصاعب التي واجهتهما.
وهناء أم لاربع بنات وصبي معاق وبدأت تعمل في قيادة الحافلة الصغيرة في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وكانت العراقيات يخشين الخروج من منازلهن في ذلك الوقت الذي تصارعت فيه ميليشيات على مناطق نفوذ في بغداد.
وذكرت هناء أنها واجهت تحديات عديدة في التعامل مع الركاب ومشكلة التفجيرات التي كانت تقع بصفة يومية. وكان بعض الركاب الرجال يخشون ركوب حافلة تقودها امرأة.
وقالت هناء عاشور "الناس كانت تخاف عندما تصعد معي. تخاف امرأة تبيعنا" في أعقاب تفجير مزار شيعي عام 2005 وكاد يلقي بالعراق في أتون حرب أهلية شاملة.
لكنها أصبحت وجها مألوفا في حافلتها الصغيرة وبدأ بعض الركاب ينتظرون وصولها الى موقف حافلات الاجرة للركوب معها.
وقتل زوج هناء عام 1996. ولا يعرف بالتحديد عدد العراقيات اللاتي أصبحن أرامل بسبب القمع في العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين والحرب العراقية الايرانية وحرب الخليج عام 1991 وأعمال العنف الطائفية التي تلت الغزو. لكن بعض التقديرات الى أن العدد يصل الى مليوني أرملة في بلد يبلغ عدد سكانه 27 مليون نسمة.
وفقدت رافدة زوجها قبل أربع سنوات. واستأجرت سائقين لقيادة حافلتها الصغيرة بعد وفاة الزوج لكن العائد لم يكن كافيا فاضطرت للعمل بنفسها.
وقالت ان زوجها قتل في اعمال العنف الطائفية قبل أربع سنوات وانها تعول ثمانية أبناء وتدفع ايجارا الى جانب مصروفات اولادها الدراسية من الروضة الى الجامعة كما تواجه اعباء معيشة ثقيلة.
وذكر فريد عبد المسؤول بموقف الامة لحافلات الاجرة في بغداد أن هناء ورافدة يسمح لهما بالانتظار لتحميل الركاب خارج الموقف خلافا للمألوف كي لا يتعرض للمضايقة.
وتثبت هناء ورافدة بعملهما أن تحدي المخاطر واقتحام المجالات المقصورة في العادة على الرجال يحتاجان الى شجاعة وتصميم على تخطي الصعوبات
نساء يقدن حافلات صغيرة للاجرة بشوارع بغداد رغم المخاطر
- التفاصيل