سلوى محمد موصلي

قالوا عن حواء إنها ذات الايدي الناعمة، من فصيلة الجنس الناعم، في عينيها دموع التماسيح، ناقصة العقل والدين وما شابه من النعوت والأوصاف بين المدح والقدح واغفلوا ان المجتمعات عبر الحقب والازمنة حافلة بجحافل نسائية يتزايد اعدادها كأسراب الطيور تغدو وتجاهد في كل مكان تحت صنوف من الصعوبات والأزمات والمتغيرات البيئية.
حيث يعيد الزمن نفسه بمقاييس ومواصفات لا ترحم المستضعفين من البشر.
فها هي حواء في مناطق من الكرة الارضية تعمل في اقسى واعنف الظروف والمهن منذ سن صغيرة وعبر مراحل عمرها لا فرق بين طبيعة وقدرات ذكر وأنثى، منذ الصباح الباكر ولساعات ممتدة تحت لهيب الحرارة الشديدة او البرد القارس في مهن متعددة تساعد ذويها في مهنة الصيد، الزراعة، الرعي، تبحر بالانهار وتشق الارض وتتسلق الجبال الوعرة والصحاري على قدميها وتعود للخدمة في مكان اقامتها المتواضع لاعداد الطعام وحياكة الكساء ورعاية الاطفال.
وتحت وطأة الحروب والصراعات في مناطق اخرى تقع ضحية للاعاقة والاصابة والتشرد والقتل. وتتعرض لمزيد من الاخطار والشرور على حياتها واخلاقها من جراء معاناة العوز والحاجة بسبب قسوة الظروف الاجتماعية من طلاق متعسف وهجران وترمل واعالة أسرية مجحفة لتغدو بلا عائل مسلوبة الارادة والحقوق في ظل التباطؤ في تفعيل وتطبيق وممارسة الانظمة الحقوقية والعجز عن ايجاد البدائل والاختيارات الآمنة، وقد منحها رب العباد الحقوق الواضحة كالميثاق الغليظ في عنق المجتمع المسلم، ومنحها المصطفى صلوات الله عليه لقب شقائق الرجال وأوصى بالنساء كل الخير.
كم من قضايا لحقوق المرأة تعلن في مؤتمرات وفعاليات دولية وعالمية مروراً بالأمم المتحدة، والتي تدور وتلف حول بند المساواة الكاملة بين النوعين وما يحمله من خفايا تتجاوز حدود الاخلاق والاديان. مما يدعو الأمم لاتخاذ الحيطة والحذر والاستعداد للتعامل مع هذه الاتفاقيات الحقوقية المزعومة.
إنه من المنصف لمؤتمرات وقضايا المرأة العناية بجوانب الحقوق الانسانية المغيبة والمفقودة من اجندة المجتمعات، ووضع بدائل من الانظمة والبرامج المرضية والمتفق عليها بين المجتمعات من خلال فتح ابواب من الشراكة التنافسية من المسؤولية الاجتماعية للعديد من الجهات والفاعليات العالمية لتصبح ذات رسالة انسانية وحقوقية يمكن ان تساهم في رفع عوامل العنف والظلم والقهر والعضل والالتفات بجدية لتفعيل وتصحيح احوال النسوة المعيشية وحمايتهن ومساعدتهن على العيش الآدمي الكريم في بقاع الارض.

 

جريدة المدينة

JoomShaper