الأمومة وظيفة بلا إجازات، وهي مهمة ليست سهلة تحتاج إلى الصبر والمرونة وبذل كثير من الجهد مع قليل من الراحة، يتضاعف ذلك الجهد لدى الأمهات العاملات، فالأم العاملة مطالبة ببذل الجهد المستمر لتحقيق الأهداف المنوط بها تنفيذها بلا أدنى تقصير. فالعمل لا يسامح في التقصير في المهام اليومية، أما الأبناء فليس هناك بديل عن دور الأم في حياتهم.

تتخلى بعض النساء عن العمل بعد السنوات الأولى من الإنجاب، بينما تضطر أخريات للاستمرار في الجمع بين الوظيفة ومهام الأمومة.

وسواء كنت ستعودين إلى العمل بعد إنجاب الأطفال أو كنت أما عاملة لأكثر من عقد من الزمن، كوني صادقة بشأن أولوياتك، فقواعد الأمهات لا تتطابق في جميع الحالات، ربما يعاني أحد الأبناء من مشكلات المراهقة أو صعوبات التعلم في السنوات الأولى من الدراسة، لذا فلا بأس في ترك بعض الأولويات، حتى تتمكني من التركيز على ما يهم.

إذا كنت أما عاملة عليك اتباع النصائح التالية لتجنب التقصير في أي من المهام الأساسية لك كأم وموظفة في الوقت نفسه.

لا للوقت الإضافي

على الرغم من إغراء العائد المادي من ساعات العمل الإضافي، فإن أطفالك يستحقون تلك الساعات التي لا يعوضها المقابل المادي. وقد تتسبب ساعات العمل الإضافية في نهاية المطاف في إرهاق نفسك، ومن ثم عدم قضاء أي وقت لنفسك أو لأطفالك.

لتجنب ذلك، ضعي جدولا زمنيا محددا ستقومين فيه بأداء متطلبات الوظيفة خلال ساعات العمل الأساسية. وانتبهي إذا كانت مهام العمل لا تتناسب مع عدد الساعات، فينبغي مناقشة هذه الأمور بوضوح مع مديرك.

ساعات العمل الإضافية قد تتسبب في إرهاق نفسك ومن ثم عدم قضاء أي وقت لنفسك أو لأطفالك (بيكسلز)

لا تقولي نعم لكل شيء

لا تفتحي المزيد من الأبواب لمهام غير عاجلة، وهذا ينطبق على كل من العمل والمنزل. لست مضطرة أن تكوني "سوبر ماما" وموظفة مثالية طوال الوقت.

بعض الأمهات يشعرن بالتقصير تجاه أسرهن إن لم يحضرن أعياد الميلاد وتجمعات الأصدقاء في المتنزهات أو رحلات الشاطئ والزيارات العائلية، لكن تذكري، لا يتعين عليك الموافقة أو المشاركة في حدث أو نشاط يلقيه عليك أصدقاؤك وعائلتك. وإلا سوف ينتهي بك الأمر غارقة في مهام مشتتة لا تتناسب مع جدولك الزمني.

من المهم أن تبقى بعض أوقات الفراغ للاسترخاء على الأريكة، فعدم وجودك في العمل لا يعني أنك متاحة للخروج مع الأصدقاء.

تخلصي من الضغط

باتباع النصيحة السابقة، من المهم أن يكون لديك دائما أجزاء من اليوم مخصصة لإعادة شحن بطاريتك الذهنية والجسمانية.

احصلي على بعض القهوة وقطعة كعك أو طبق الفواكه والمكسرات المفضلة أثناء مشاهدة فيلم أو برنامجك المفضل.

امنحي نفسك بعض الوقت للتأمل في الشرفة، أو طهي وجبة منزلية الصنع تفضلها أسرتك، واحرصي ألا تحتاج تلك الوجبة إلى كثير من الجهد.

لن تستطيعي القيام بكل المهام

لديك طاقة ومال ووقت، هذا ما تملكين من إمكانيات لتقديمها لنفسك وللأسرة والوظيفة، لكن تذكري أن تلك الإمكانيات محدودة ولها فترة صلاحية، فلا يمكن تقديمها في اتجاه واحد فقط دون الآخر، سيتطلب الأمر اتخاذ خيارات بشأن كيفية توزيع قدراتك، يمكنك إما أن تختاري ما يهمك أكثر، أو يمكنك أن تحاولي القيام بكل شيء وتواجهي الفشل وحدك. ولأنك لا تستطيعين أن تفعلي كل ما تريدينه، فيمكن تفويض الآخرين للقيام ببعض المهام التي لا تتطلب وجودك بصورة ضرورية وعاجلة.

الزواج أم الأمومة؟

أعط الأولوية لزوجك أولا، وليس في الأمر قسوة، أو تخلي عن مسؤولياتك تجاه أطفالك، كثير من النساء تضع أولوية الأبناء أمام الأزواج، مما يتسبب في مشكلات أسرية قد تؤدي إلى الانفصال، لذا تذكري أن الأبناء دائما يحتاجون إلى زواج قوي وأسرة مستقرة، فالأب المتعاون أفضل من أن تقودي المركب وحدك.

توقفي عن المقارنة

تضع منصات التواصل الاجتماعي معايير مثالية وغير واقعية للأمهات، وهو ما يشعرهن بالضغط المجتمعي خاصة مع غرباء الإنترنت الذين لا نعرف شيئا عن ظروف حياتهم الحقيقية، ما نشاهده مواقع التواصل هو صورة مثالية التقطت في أقل من ثانية واحدة، لا نعرف ما قبلها ولا ما بعدها، أو منشور أو تعليق مثالي لا تدركين خباياه، فلا تضعي نفسك تحت ضغط تقليد الأخريات، فإعداد الطعام الصحي وتنظيف المنزل ومتابعة دروس الأبناء وأنشطتهم والتربية والعناية الشخصية ومهام العمل، أمور لا يمكن تحقيقها كل يوم بالمستوى نفسه من الدقة والرفاهية.

لا للشعور بالذنب

فحينما تكون المرأة في العمل ترى أنه من الضروري أن تكون بالمنزل، وعندما تكون بالمنزل تفكر أنها لم تنته من واجباتها المهنية على الوجه السليم، الرضا عن الدور الذي تقومين به يوميا يساعد في التخلص من تلك المشاعر السلبية.

احصلي على مزيد من ساعات النوم

يحتاج جسم الإنسان البالغ من 7 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة، وربما تحتاج الأمهات العاملات إلى ساعات أطول، إذ إن قلة النوم تخلق قائمة طويلة من المشاكل الصحية الجسدية والعقلية. لذا اجعلي وقت النوم أولوية بالنسبة لك ولأطفالك، ولا تتنازلي أبدا عن هذا الحق.

اطلبي المساعدة

لا أحد يستطيع أن يفعل كل شيء بمفرده، فالحصول على المساعدة لا يعني أنك ضعيفة أو مقصرة، لذلك إليك بعض النصائح يمكنك الاختيار من بينها لتخفيف الأعباء اليومية:

    تسوقي من البقالة عبر الإنترنت أو خدمات توصيل الوجبات والمواد التموينية الأساسية لتوفير وقت التسوق الفعلي في المتاجر.

    استأجري جليسة لمتابعة أطفالك لبضع ساعات أسبوعيا، إذا كانت ميزانيتك تسمح بذلك أو اطلبي المساعدة من الصديقات أو أفراد العائلة.

    اطلبي من أطفالك وزوجك المساعدة في الأعمال المنزلية.

    قللي من مصادر تشتيت انتباهك، مثل وسائل التواصل الاجتماعي.

وتذكري أن الحياة لا ينبغي أن تجعلك تشعرين وكأنك عالقة في قائمة طويلة من المهام، واستمتعي بحياتك الأسرية وإنجازاتك المهنية معا.

JoomShaper