مفكرة الإسلام: أكدت مصادر إعلامية وشهود عيان أن بعض شواطئ مدينة الإسكندرية الساحلية المصرية وبعض الأندية النيلية والمطاعم السياحية الفاخرة في مدن أخرى قد منعت دخول المحجبات والمنتقبات إليها.
وقد أعلنت تلك الجهات ذلك صراحة من خلال لافتات وضعتها أمام أبوابها الرئيسة.
وقد أكد ذلك عدد من أبناء الإسكندرية حيث قال أحدهم: إنه منع من الدخول للشاطئ بسبب زوجته المحجبة، كما قالت سيدة: إنها منعت من الدخول عندما ذهبت مع بناتها لأحد الشواطئ بسبب الحجاب أيضًا.
ومن جهتها قررت إدارة منشأة سياحية بكورنيش القاهرة رفض استقبال المحجبات كزبائن للمطعم الخاص بها، كما رفض أحد النوادي النيلية إقامة أحد الأفراح بحجة وجود محجبات ومنتقبات بين المعازيم، ما أدى لاستياء شديد بين بعض الأفراد ورجال الدين والقانونيين ورجال السياحة وبعض أعضاء البرلمان، وأن ذلك يتم بغير وجه حق واعتداء على الحرية الشخصية للمحجبات والمنتقبات.
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" قد ذكرت أول يونيو الماضي، أن أحد المطاعم السياحية فئة الخمس نجوم بالقاهرة يرفض استقبال محجبات بين المعازيم سواء كانوا مصريين أم عربًا أم من أي جنسية أخرى، وأن موظف الحجز يسأل دائمًا من يتقدم لحجز موائد بالمطعم الفاخر عن وجود محجبات أو منتقبات من عدمه.

وقال أحد العاملين بالمطعم: إنه لا يوجد قانون بذلك، ولكن صاحب المطعم قرر ذلك كونه ملكية خاصة له.

وفي سياق متصل، صرّح مصدر سياحي بأن المطعم يتعسف في اختيار رواده سواء مصريين أو أجانب، كما أنه يترك انطباعًا سيئًا في مجال السياحة المصرية بالإضافة إلى أنه موقف غير قانوني، وأن من حق أي سيدة تمنع من دخول أي مطعم أو شاطئ أو ناد وهي منتقبة أو محجبة اللجوء فورًا للقضاء لمنع تكرار هذا الموقف الغريب.

وفي سياق متصل، قالت هبة شامخ (مدرسة): "قررت أن يكون حفل زفافي على رجل أعمال قادم من الخارج هذا الأسبوع، وعند ذهابي للحجز في إحدى قاعات الأفراح المطلة على نيل القاهرة بمنطقة المعادي رفضت إدارة النادي الشهير الحجز لي بعد اكتشاف أنني سأرتدي الحجاب كعروس في الفرح، كما أن المعازيم من النساء بعضهم من المنتقبات والمحجبات، وشددت على أن هناك عدداً من الأندية يضع لافتات ممنوع دخول المحجبات والمنتقبات.

واتفقت رشا حسن معها في أن نادي المهندسين والمطل على النيل، يمنع دخول المنتقبات، وهو ما يجعل هناك أزمة حقيقية بين هذا القطاع العريض من النساء وبين إدارات تلك الأندية والمطاعم، وأن الحجاب والنقاب حرية شخصية ومن المستحيل أن تخلعه الفتاة لمجرد دخول مطعم سياحي لتناول وجبة غذاء أو دخول ناد نيلي، ويجب أن تقوم شرطة السياحة بغلق هذه الأماكن فورًا، لأن أغلب النساء المصريات منتقبات ومحجبات الآن.

طلب إحاطة:

من جانبه تقدم د. فريد إسماعيل عبد الحليم، عضو مجلس الشعب، بطلب إحاطة عاجل ضد د. أحمد نظيف، رئيس الوزراء, وكل من وزيري السياحة والتنمية المحلية, وذلك حول منع بعض شواطئ بالإسكندرية من دخول المحجبات والمنقبات إليها, ووضع شرط ارتداء المايوهات البكيني لنزول المياه بشواطئ العجمي والفردوس وميكا وأكسجين تحديدًا.

واعتبر النائب بالبرلمان المصري أن ذلك يعد من صور التعدي السافر والخطير على الحجاب والمحجبات والعمل على نشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة.

وطالب بأن يكون دخول الشواطئ لكل المصطافين وأنه لا يجوز منع أي مصري أو مصرية من حق الاستمتاع بشواطئ بلده وحرمانه من دخولها بحجة أن إحدى أفراد العائلة محجبة لأنه لا توجد مصايف خاصة للمحجبات وأخرى لغيرهم. وفقًا للعربية نت.

مصادمة النظام العام:

ومن جانبه ذكر د. عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية العميد السابق لكلية أصول الدين "أنه إذا صح ما حدث بمنع المحجبات من دخول الشواطئ بالإسكندرية والمطاعم السياحية بالقاهرة فإن ذلك لا يجوز إطلاقًا في بلد له ثقافته العربية والإسلامية.

وأضاف بيومي أن الدين سواء كان الإسلامي أو المسيحي يمثل أسس القيم التي يقوم عليها النظام العام في المجتمع, فلا يجوز مصادمة هذا النظام بمثل هذه اللافتات التي تمنع المحجبات من دخول الشواطئ والمطاعم في بلدهم، مثل هذه اللافتات المستنكرة التي تسبب مشاكل بالقطع, لأن الشاطئ والمطعم والنادي حق للجميع, فهل ما يحدث دعوة إلى مصادرة الحرية؟! وفتح باب لمشكلات تقوض بنيان التماسك الاجتماعي, وكأن ما نتحدث عنه يصدر من ناس غير واعين بما يفعلون, فهم يعرضون المجتمع للأخطار والفتن بتلك الأفعال.

وقال د. محمد البري، الأمين العام لجبهة علماء الأزهر: إنه لا يصح أن يكون في مصر الأزهر أي عداء للحجاب، لابد أن يحترم فهو من رموز ديننا, وما يحدث أحد المصائب والكوارث ونذير انتقام من الله.

وتساءل البري: كيف تحرم المحجبات من تنسم الهواء على الشاطئ أو دخول ناد نيلي أو مطعم سياحي مع أسرتها؟! وكيف يفسح المجال للعراة والفجرة دون غيرهم؟! فهذا أمر غريب وجديد.

JoomShaper