ياسمين باتيجا

يزداد عدد الهنديات اللواتي يتعلّمن دروسًا في الكاراتيه أو يتدرّبن على تقنيات كراف-ماغا الإسرائيلية أو يتمرّن على استعمال العصا التقليدية. هذه الوسائل للدفاع عن النفس ليست بهدف صدّ السارقين بل للردّ على الرجال المتحرّشين.
وتتعرض المرأة الهندية للتحرش الجنسي في الشارع والباص والقطار والمركز التجاري وحتّى في المطار. تحرّشات لم يعد بوسع الهنديات احتمالها فقرّرن كيل الصاع صاعين. وفي نيودلهي، التي غالبا ما تعرف "بعاصمة الاغتصاب"، تسجّلت منذ العام 2002 حوالي 70 ألف امرأة في برامج الدفاع عن النفس. وتعطي هذه الدروس (فنون قتالية، طريقة الجيش الإسرائيلي كراف-ماغا في الدفاع عن النفس) معاهد خاصة كما جهات حكومية على غرار شعبة مكافحة الجرائم ضد المرأة في شرطة نيودلهي.
وقد رصد المركز الوطني لإحصاء الجرائم في الهند حوالي 200 ألف حادث عنف بحق النساء لسنة 2008 وحدها، بينها أكثر من 81 ألف حالة تعذيب و40 ألف حالة اعتداء جنسي و22 ألف اغتصاب و23 ألف عملية اختطاف. وفضلاً عن هذه الجرائم، هناك ما يزيد عن 12 ألف بلاغ بشأن تحرشات جنسية.

"الأهم هو رسالة هذه البرامج : رسالة تقول لا تكنّ ضحايا، تحرّكن وتوقّفن عن الخوف"

ياسمين باتيجا مؤسسة منظمة Blank Noise التي تكافح التحرش الجنسي في الهند.
لفترة طويلة، جرى اعتبار التحرشات الجنسية كمجرد "مضايقات" أو تصرفات رجالية لا بدّ أن تعتاد عليها النساء. حتّى أن عبارة "مضايقة حواء" التي تستعمل في الهند للدلالة على التحرّش الجنسي تشير إلى أن المعتدي أو المتحرّش لم يقم سوى "بمضايقة" الفتاة لكنه لم يؤذِها بأي شكل من الأشكال.
منذ سنوات، تعطى دروس في الدفاع عن النفس في عدد من الولايات الهندية. لكن بغض النظر عن نجاعتها، الأهم هو رسالة هذه البرامج : رسالة تقول لا تكنّ ضحايا، تحرّكن وتوقّفن عن الخوف.

نحن في منظمة Blank Noise نواجه هذا العنف بطريقة مختلفة من خلال تنظيم نشاطات في الأماكن العامة هدفنا هو تحرير المرأة من شعور العار والخجل الذي غالبًا ما يرتبط بالتحرش الجنسي.

فبحسب معتقدات راسخة في الهند، الفتيات المحترمات لا يتعرّضن أبدًا للتحرش الجنسي. لذا إذا جرى التحرّش بك فهذا لأنك قمت باستفزاز الرجل. لهذا السبب أطلقت منظمتنا حملة بعنوان "لم أقم أبدًا باستفزازه".

 

موقع مراقبون فرانس

JoomShaper