بقلم داليا اكوستا/وكالة انتر بريس سيرفس
هافانا, سبتمبر (آي بي إس) - بعد أكثر من قرن علي نشأتها، كادت الحركة النسائية في أمريكا اللاتينية والعالم تحاكي مؤخرا ظاهرة تتابع الموجات الهائجة، لتسجل إرتفاعا وإنخفاضا مذهلين، وفقا لعالمة الانثروبولوجيا والناشطة النسوية المكسيكية مارسيلا لاغاردي.
وأكدت لاغاردي في مقابلة مع وكالة انتر بريس سيرفس أن الحركة السنوية تدأب علي إنتقاد عدم المساواة بين الرجل والمرأة، لكنها "لا تعض". وتشهد الحركة الآن مرحلة نادرة في تاريخها نتيجة لتنوع الأجيال بين صفوف أعضائها وتوسع نطاقها لتمتد في حيز إجتماعي وأكاديمي وعلمي أكبر.
ويذكر أن مارسيلا لاغاردي تعمل كأستاذة في جامعة المكسيك الوطنية المستقلة، وساهمت في إصدار "القانون العام لحق المرأة في حياة خالية من العنف" الساري المفعول منذ 2 فبراير 2007، وإضافة جرائم قتل النساء علي قانون العقوبات، وتشغل أيضا منصب رئيسة شبكة البحوث من أجل الحياة والحرية.
وبسؤالها عن الأسباب التي أدت إلى استمرار التحيز ضد الحركة النسائية حتى في صلب الحركات النسائية ذاتها في بلدان مثل كوبا تدعم السياسات المواتية للمرأة، قالت لاغاردي "أن عملية نقل دور الحركة النسائية لم تتميز بالإستمرارية".
وأضافت "يبدو كما لو كانت هناك مراحل تفقد ذاكرتها التاريخية، ولا بد من العودة إلى استرجاعها. كما أن النسوية، التي تنتقد المجتمع الأبوي، قد ينظر إليها على أنها خطر علي المجتمع والثقافة والسلطة الأبوية”.
وشرحت لوكالة انتر بريس سيرفس أن "الحركة تنتقد النظام الأبوي بإعتباره أساس ظاهرة الفوقية، وتقترح بدائل محددة له. السلطة الأبوية حكر على الرجال. ومن ثم يجري النظر إلي القيم والبدائل الأخرى كمصدر خطر، كما لو كانت تعض، لإنها تهدف الى القضاء على هيمنة جنس علي جنس آخر".
وأكدت أن أولئك الذين يخالفون الحركة النسائية يفعلون ما جرت العادة علي فعله في ميدان النضال، أي "تمجيد العدو، والعدو في هذه الحالة هو النساء والحركات النسائية التي ينسبون لها صفات وخصائص خطيرة وزائفة”.
ونبهت العالمة المكسيكية إلي وجود "ثقافة "كراهية" ضد النساء، ثقافة رجولية ذكورية” وكراهية إجتماعية، تزيدها "الكراهية" السياسية للنساء، أي "معاداة المرأة"، تفاقما".
وعن تعريف ظاهرة “معاداة المرأة" ومدي إنتشارها، أفادت الخبيرة وكالة انتر بريس سيرفس أنها تعني القضاء علي شرعية وأحقية كل ما ساهمت به النسوية للبشرية.
وقالت أن هذا التوجه منتشر بين الرجال والنساء علي السواء، لأنه يتم تربية المرأة في صلب مجتمعات أبوية وتحت مظلة السلطة الأبوية. "لقد توجهت بعض النساء إلي التيار النسائي، لكن ذلك يتطلب معرفة واضحة بثقافتنا وهويتنا وأوضاعنا، وهي التي تتضح فيها بصمة النظام الأبوي الكبيرة”.
"كل هذا الجهل المتفشي يساهم في تغذية "الكراهية" للنساء. فتوجد دائما لدي السلطة المهيمنة سياسة مناهضة للنسوية واسعة النطاق وشاملة. كلنا نكرر التحيزات والآراء والأفكار المسبقة، دون التحقق منها علي الإطلاق، بل ونقبلها كجزء من عقيدتنا وثقافتنا التي نعيش فيها”.
وشرحت أن هذا الوضع يتسبب في قدر هائل من الجهل، سواء من جانب النساء أو الرجال، تجاه الحركة النسائية ومساهمتها في الحداثة.(آي بي إس / 2010)