لها أون لاين
في السنوات الأخيرة هناك حالة غريبة من الاستنفار بين دول العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ضد الحجاب الإسلامي، حتى بدت حالة الاستنفار هذه وكأنها حرب عالمية جديدة، اجتمعت فيها دول العالم أجمع وتواطأت على محاربة عدو واحد  هو الحجاب؛ الذي صار يهدد بتقويض أركانها ويقضي على السلام العالمي.
هذا التوصيف لا يحمل في طياته أي مبالغة أو تهويل، أو هو من قبيل الرسم الكاريكاتوري، فالمتابع للصحف اليومية أو القنوات الفضائية ينتابه هذا الشعور للفور، نتيجة للأخبار التي نقرأها أو نسمعها بشكل يومي عن تداعي الساسة ونواب المجالس النيابية (البرلمانيين) والكتاب في البلدان المختلفة لاستصدار قرارات بمنع ارتداء المرأة المسلمة للحجاب. والشواهد اليومية على ذلك أكبر من أن تحصى. وللأسف الشديد فالدول الإسلامية تشارك هي الأخرى في هذه الحرب، فالصراع مازال محتدما في تركيا، والمرأة المحجبة محظور عليها التواجد في بعض الأماكن.
ودولة تونس مستمرة في منع الحجاب وقمع المحجبات، بل وتعتبر من الدول الرائدة في هذه الحرب.
ومصر تمنع المنقبات من دخول الجامعة، وتحظر ظهور المذيعات المحجبات على قنواتها الرسمية. 
وسوريا  تبعد 1200 امرأة من التدريس بسبب ارتدائهن النقاب. و الجزائر تمنع المنقبات من التصويت في الانتخابات.. وهلم جرا.

هذه الحرب العالمية تتناقض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان التي وقعت عليها دول العالم، وهي حرية الإنسان الشخصية في ارتداء ما يشاء، الأمر الذي دفع "ايرينا بوكوفا" المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) أن تؤكد على حرية النساء في ارتداء النقاب، مشددة أن هذا يقع ضمن الحريات الشخصية للإنسان.

وإذا كان هناك مبرر مزعوم للدول النصرانية أو البوذية في حربها هذه بدعوى أنها تحافظ على ثقافتها وقيمها من الغزو الإسلامي، فما هو المبرر لدول العالم الإسلامي لمحاربة هذا المظهر الإسلامي؟ الذي أمر الله تعالى به المسلمات، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" سورة الأحزاب.

فلماذا إذن الحرب على الحجاب إلا متابعة اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم :"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: "يا رسول الله اليهود والنصارى؟، قال: "فمن"؟ متفق على صحته.

JoomShaper