يقول الرجال إن لديهم قدرة الصفح أكثر من النساء، وإنهم يتفاهمون مع بعضهم بعضاً حتى في أحلك لحظات الغضب والضيق، فالرجل إذا غضب من آخر، أو وصلت الأمور بينهما إلى طريق مسدود، فإنهما غالباً ما يجدان طريقة ما لفتح قناة حوار وببساطة، بينما النساء يعلنّ حرباً ضروس ضد بعضهن لمجرد أسباب تافهة جداً، كأن ينقل إلى إحداهن أن زميلتها أو صديقتها قد تحدثت عنها بكلام سيئ، أو تحدثت إلى زوجها بالهاتف، أو نالت الترقية التي من المفترض أن تنالها هي، إن سبباً واحداً من هذه الأسباب يكفي لإشعال فتيل حرب خفية أو معلنة بين أي سيدتين على وجه الأرض! مع ذلك نقول إن النساء شقائق الرجال، وإن نصف المرأة رجل ونصف الرجل أمرأة، بمعنى أنهما كائنان يكملان بعضهما بعضاً، بينما تؤكد أبحاث علمية وكتابات اجتماعية أن طبيعة النساء تختلف بمقدار 180 درجة عن طبيعة الرجال، وأنهم مخلوقات مغايرة للنساء بشكل دراماتيكي لدرجة الاعتقاد بأنهم قادمون من المريخ، بينما أتت النساء من كوكب الزهرة “فينوس” وبأنهم التقوا على الأرض وحاول كل طرف أن يعامل الآخر على اعتبار أنه نسخة منه أو يشبهه، حتى اكتشفا الحقيقة وهي أنهما كائنان مختلفان حد التناقض!
يقول الرجال إن لديهم ألف سبب يجعلهم ممتنين لكونهم رجال، كقدرتهم على التعامل مع الوقت بشكل أكثر موضوعية وتقييماً، فهم ينهون المكالمة التليفونية خلال دقيقتين ويستعدون للخروج خلال 10 دقائق، كما أنهم لا يحتاجون للكثير من الأشياء والأمتعة في رحلاتهم وأسفارهم ولا يهمهم في كثير أو قليل نقصان الوزن أو زيادته ولا تغيير تسريحة الشعر أو ثباتها على حالها لعشر سنوات متتالية، فالرجل لا يعيبه شيء من هذا القبيل. فهل هذا الكلام صحيح؟
وفي حين تتعب النساء كثيراً حد المشقة والمعاناة في الحمل والولادة والتربية، فإن الأبناء يحملون أسماء آبائهم في نهاية الأمر، بينما يقال إننا سندعى إلى أمهاتنا يوم القيامة، حسب الرواية الإسلامية.
ولا يعني الرجل شيئاً إذا نسي أحد أصدقائه دعوته لمناسبة ما، كخطبته أو زواجه أو انتقاله إلى منزل جديد، أما المرأة فإن ذلك لو حدث فإنه سيتسبب في تدمير صداقتها بتلك الصديقة الناكرة عديمة الذوق والتي لا خير فيها !!.
لاداعي لخزائن مشحونة بالملابس والأحذية، فثلاثة أزواج من الأحذية هي أكثر من اللازم كما يقول الرجال، مع أن هذا الكلام محض افتراء، فهناك رجال حاجياتهم الشخصية أكثر من مقتنيات زوجاتهم بثلاثة أضعاف!!.
ومن عادة الرجال اتهام المرأة بأن لديها قدرة عجيبة على تغيير مزاجها ورأيها في اليوم الواحد أكثر من مرة، تماماً بالقدرة نفسها التي تغير بها ثيابها، بينما يتمتع هو بمزاج واحد في جميع الأوقات، متناسياً أنها أحد أسباب تمتعه بذلك المزاج “الرايق” والثابت.
والأهم من كل ما سبق، فإن وصول المرأة إلى سن التاسعة والعشرين يعني كارثة عائلية واجتماعية تحتاج استنفار مؤسسات الدعم الاجتماعي، بينما لا يجد الرجل مشكلة أو حرجاً وهو في سن الرابعة والثلاثين ولم يتزوج بعد، دون أن يعني ذلك أي مشكلة لأي طرف، سوى ذلك الزن المستمر من جانب بعض النسوة وأولهن السيدة الوالدة والشقيقة المبجلة.


JoomShaper