شيماء الجمال
اليوم ساتحدث معكم بصدق عن الزواج الثانى للرجل ولا نقصد بهذا تكرار تجربه الزواج فحسب, ولكن نقصد بها تعدديه الزواج عند الرجال , وإشكاليه أن تقبل المرأه هذا النوع من العلاقات الانسانيه , والواقع أنها مشكله مثيره للجدل بشكل كبير جدا ما بين مؤيد ومعارض , ونجد أن هذه الظاهره تختلف من ثقافه مجتمع إلى مجتمع آخر ومن طبيعه ظروف إلى ظروف أخرى والأهم أنها تختلف من طبيعه إنسان إلى آخر رجل كان أم إمراه . وفى البدايه يجب أن نجرد حقيقه إنسانيه لا جدال فيها , أن الله سبحانه وتعالى فطر الرجل على التعدديه , وهى صفه جليه فى جميع الكائنات الحيه , أما الأنثى لا تقبل القسمه على اثنين , والأشكاليه الكبرى هى إسقاط هذه الحقيقه على ارض الواقع فى الحياه الزوجيه , فالرجل يعجز على أن يمارس هذه الطبيعه والمرأه متمرده ورافضه للأعتراف بهذه الحقيقه أيضا , ونجد أن الأشخاص الذين لديهم هذه القدرات ونعنى هنا الرجل الذى يستطيع الزواج بإمراتين والمرأه التى تقبل أن تتشارك الرجل مع أخرى , ولديها الشعور فى نفس الوقت بالسعاده الزوجيه هى أنماط نادره الوجود الآن.

فالرجل القادر على الزواج بإمراتين هو احد ثلاث انواع لا رابع لهم :

الأول : هو شخص غير امين ومخادع ويعشق ذاته ولا يأبه برأى الآخرين فيه أو الشعور بالسعاده معه وغالبا هذه الحفنه من الرجال من يفضلون البقاء فى الخفاء وسرا ومن انصار الزواج العرفى والمسيار وما إلى ذلك .

والنوع الثانى هو رجل قادر على ان يواجه ظروفه ويتخذ قراراته فى العلن وبوضوح ويمتلك المقومات الأنسانيه لهذا , أى كما قالو فى الأمثال الشعبيه ان القادر على الزواج الثانى أما فاجرا أو قادرا , وفى حديثنا هذه المره سوف نضيف نوعا ثالثا من الرجال هو نوع مفعم بالصفات الحسنه والرجوله الطاغيه والرقه البالغه والإنسانيه الفطريه التى تتيح له أن يمارس هذا الدور ويشعر بالسعاده وينجح فى إسعاد جميع الأطراف الأخرى , هذا النوع يستطيع ان يتزوج بأخرى مع شعور الزوجه الاولى بكامل الرضا أو على الأقل عدم شعورها بالاهانه او التعاسه الزوجيه .

والسؤال هنا هو ماهيه هذه المقومات والصفات التى تجبر المرأه أن تبقى وأن تقبل وأن تحنو ويتسع صدرها لهذا الرجل ؟؟

والإجابه هى أن هذا الرجل يشعرها بالامان ويتفانى فى حمايتها والحفاظ على إنسانيتها ويتراحم معها ويحنو عليها ويكرمها بالشكل الذى لا تستطيع المرأه ان تحيا بدون هذه الاورده والشرايين ,هو رجل يظل جميع من حوله بظله ويحميهم من ويلات الجحيم إن وجد, رجل تستطيع زوجته ان تحيا وتتنفس وتأمن داخل عبائته, رجل عادل صارم قوى حنون مسئول شجاع أمين,فهذا الرجل عندما يطالبها بالنزول على رغبته والسماح له بالزواج مره اخرى من باب الرحمه والتوحد بينهما والذى يعنى أن يكون بداخل الزوجه الاولى نوع من الرغبه فى إسعاد هذا الرجل أيا كانت رغباته او مطالبه كما أسعدها هو وجعلها جزء لا يتجزء منه, فلو تخيلنا انه فى حاله تواجد هذا الرجل وبهذه المقومات الانسانيه الفائقه فأنه ليس بحاجه لتبرير او إدعاء سبب ليتزوج بأخرى وإنما يكفيه ان يرغب فى ذلك ويعلن عن ذلك لزوجته الاولى فلقد اصبحا روح واحده فى جسدين والمرأه عندما تصطدم بهذا النوع من الرجال تجد انها لن تشعر بالسعاده فى إنفصالها عنه أو حتى فى الوقوف ضده , فهو الذى يستحق التضحيه من أجله ومشاركه غيرها فيه ,وتجد الزوجه ترضى حبا فيه وتقديرا له , ونحن لا نتحدث هنا عن اشباه الرجال او الصور الباهته التى تحاول أن تحصل على حق الزواج بأخرى ولا تمتلك اى مقومات للمطالبه بهذا الحق لذلك تجد ان معظم الرجال لا يجرؤن ولا يستطيعون أن يمارسوا هذا الحق أو حتى يعلنوا عنه لدى زوجاتهم مدعين ان السبب فى هذا العجز هو الحفاظ على هذا المنزل وكيان الاسره أو انه لا يستطيع الغدر بإمراته او من أجل الاولاد فى حين ان كبد الحقيقه أنه لا يستطيع أن يصرح لزوجته بهذا لأنه لا يمتلك قدرا كافيا من الرجوله امامها ولا يستحق هذه التضحيه منها وذلك نظرا لصورته المشوهه كرجل وليس لتسلط المرأه عليه او وقوف الظروف ضده .

ويالا العجب فى رجال هذه الأيام أو بعضهم على الأقل حتى نكون منصفين , فهناك منهم من يعاشر إمراه دون زواج وسرا خشيه ان تعلم زوجته فتنلقب حياته إلى يوم كاحل , رجل خاف من زوجته ولم يخشى الله , فى حين ان الله أعطاه هذا الحق , فمن هى المخلوقه التى تستطيع ان تنتزع منه هذا الحق بالقوه ؟؟ألهذا الحد اصبحت تهديدات الزوجه هى قرآنه؟ واصبح غضبها منه لعنه؟ وأصبح رضاها هو جنته؟ فإنساق فى ما يغضب الله طمعا فى رضا زوجته؟ واى نوع من الرجال من يتزوج سرا وخفيه واصل الزواج هو الاشهار والإعلان ؟ على ما تخاف وعلى من ايها الرجل إذا كنت تبتغى وجه الله وتقيم حدوده وانت قيم وعادل ؟ أين ذهبت الشجاعه والعزه والكرامه وقد بات اسيرا وذليلا لقرارات عبد من عباد الله وهى إمراتك ؟

أين هى قوامتك ولماذا تخليت عنها ومن اجل ماذا ؟ سؤال يبقى يطرح نفسه....

JoomShaper