لعل مصطلح العنوسة لا يطرب العديد منا كونه غير مرغوب فيه ولكن الحقيقة الأساس انه مصطلح يحتاج منا لوقفات جادة كونه ناقوس خطر يقرع أبواب العديد من الأسر العربية التي هي مهددة من أخطار عدة ولعل الجانب الاجتماعي هو اخطر ما يتهددها بحيث تجد في البيت الواحد أكثر من أنثى قد تخطت سن الزواج مما يطفي بظلاله على كافة مناحي الحياة التي يعيش المجتمع وأخلاقه المهددة من تفشي الرذيلة والبعد عن مسار الأخلاق لان العنوسة تعطي إشارات واضحة على العقم الاجتماعي والاقتصادي الذي وصل إليه المجتمع ولعل الإجابة الواضحة في قول الشاعر " إنما الأمم الأخلاق وما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم هم ذهبوا " وبهذا هل ارتفاع نسبة العنوسة تؤثر على مناحي الحياة المهمة ؟
فهنا أقول إن ارتفاع المهور والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع نسبة العنوسة في مجمعتنا العربية يسبب كارثة وأزمة أخلاقية تحط من نمو وتقدم المجتمع لان محور المقالة التي اكتب هم الشباب والفتيات الذين هم في مرحلة العطاء والإبداع والتفكير فإن سيطرت عليهم قضية مهمة مثل عدم بناء أسرة قادرة على التواصل والعطاء طغت على أفكارهم أفكارا ظلاميه مثل الوقوع ضحية ممارسة الرذيلة واللامبالاة و التي نهى عنها ديننا الإسلامي الحنيف في العديد من المواضع حتى يسمو مجتمعنا الإسلامي للرقي في كافة المجالات .
أرى أن هناك عدة أسباب لارتفاع نسبة العنوسة في مجتمعاتنا العربية وهي كتالي:
1- ارتفاع نسبة البطالة بين مجتمع الشباب .
2- غلاء المهور الكبير جدا .
3- إتباع العادات والتقاليد الهدامة والسلبية مثل زواج الفتاة الأكبر قبل
الأصغر والعنصرية القبلية و ختان البنات .
4- التمركز خلف مفاهيم خاطئة عن جمال وثراء شريك العمر .
5- البعد عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف .
6- انعدام الثقة بسبب ممارسات لا أخلاقية قبل الزواج .
7- أنماط شخصية متعلقة بالفتاة والشاب عن الزواج مثل لون البشرة والطول
والقصر .
8- كثرة الحروب والصراعات التي يقتل بها الشباب .
9- العزوف عن الزواج لأسباب نفسية .
ومن هذا المنطلق الخطير الذي يهدد صفوة المجتمعات ألا وهم الشباب أرى أن نضع
شمعة في نهاية النفق المظلم للخروج من هذه المعضلة الفتاكة لمجتمعاتنا العربية
من خلال التالي :
1- تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني .
2- تخفيض مهور الزواج عمل بقوله صلى الله عليه وسلم " أقلهن مهرا أكثرهن
بركة "
3- تعديل الأفكار الهدامة من عادات وتقاليد مثل يجب زواج البنت الأكبر قبل
الأصغر.
4- بناء جسور الثقة ونبذ ومحاربة الرذيلة بالمجتمع .
5- تعديل السلوك نحو الزواج وفكرة تكوين الأسرة وتواصل المجتمع .
6- عمل برامج توعية من الناحية النفسية والاجتماعية للراغبين بالزواج .
7- توفير فرص عمل لكلا الجنسين لرفع دخل الفرد .
8- إنشاء صندوق للزواج .
وكم لهذا الموضوع من صدى صوت مدوي ولكن نستطيع أن نحض على فكرة الزواج من خلال
القنوات الشريعة التي رسمها لنا الدين الحنيف عملا بقوله صلى الله عليه وسلم
«يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ،
فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ
فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ». رواه البخاري ومسلم . صدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لعل الحديث الشريف قد جمع كل ما طرح بالموضوع , فلكل أولياء الأمور أن يخفضواالمهور وينظروا للشباب من ناحية الدين والخلق حتى نسمو في مجتمعاتنا وأن لا تقارن الفتاة بين أبيها والشاب المتقدم لان الفارق العمري والمادي قد يكون كبير جدا ولكن لنسأل أنفسنا أيها الآباء عندما كنت بسن المتقدم للزواج كم كنت مؤهلا من الناحية المادية والمعنوية لتكوين أسرة وها أنت اليوم يجب أن تكون معول بناء أسرة تدفع رقينا وتقدمنا نحو الأفضل .
* إعداد الأخصائي الاجتماعي / إسماعيل محمد أهل