الدستور ـ إسراء خليفات
"الجمال ذو قيمة و أهمية كبيرة في الحياة ، لذلك لا يمكن إهماله" ، هكذا وصفت رندا جميل عذرها لحبها في كثرة التنوع في أساليب ووسائل التغيير الشكلي والتفنن بها إن كان في ( الماكياج ) أو قصات الشعر أو طريقة إرتداء الملابس نتيجة لازدهار سوق الموضة الحالي ، قائلة : إرضاء الذات الإنثوية والقدرة على مواجهة الطوفان الكبير في الموضة والجمال الآتي نحونا هو ما يدفعني الى التنافس بشكل جنوني والإهتمام في مظهري الخارجي .
معبرة رندا عن خوفها الكبير على زوجها نتيجة التطور السريع خاصة في الجمال والعمليات التي أصبح بمقدور الفتيات فعل ما يردن ، الأمر الذي يجعلها تحرص بشكل مستمر على التجديد لنفسها لنيل رضى زوجها. ويوضح بهاء ضرورة اهتمام المرأة بشكلها وإتباع الموضة لأن ذلك يمنحها الأناقة وحسن المظهر ويشجع الفتاة على التغيير البسيط الذي لا يؤذي النظر وفي المقابل إضافة شيء قليل وجديد من التألق كوضع المكياج الهادئ الذي يعبر عن أُنوثة المرأة ويزيدها إشراقا .

معتبرا بهاء أن هذا النوع من التغيير لا بد منه في ظل العصر الذي يهتم فقط في المظاهر إن كان للرجل أو المرأة مع عدم تجاهل أهمية التمتع بالشخصية ذات المضمون الجيد .

وترى غادة 32 عاما أن المرأة أساس الجمال فعندما يقال فتاة يعني جمال. لذلك تطالب غادة نفسها وغيرها ببذل الجهد للإهتمام بجمالهن مهما كانت الطريقة. فالمرأة هي مصدر الجمال على عكس الرجل ، وتجد غادة مهما كان الجمال مهما بالنسبة للمرأة لكنها ضد التغيير الذي يسبب سوءا وضررا لصاحبته كتغيير دائم في ملامح الوجه ( عمليات تجميل ) ، معتبرة حسب رأيها أن هذه العمليات هي رفض لخلق الله تعالى الذي خلق الإنسان على أكمل وجه . وتؤكد غادة الى أنها لن تجري عمليات تجميل حتى لو اقتربت من الشيخوخة ، لكنها في المقابل لن تهمل جمالها وستبقى تعتني بنفسها وبمظهرها إلى آخر العمر.

وتؤيدها الرأي ميساء ماهر وذلك لأن تغيير الفتاة لشكلها ومتابعة الموضة بالشكل الذي يليق بها يزيد من جمالها وجاذبيتها ولكن بطريقتها الخاصة كابتسامتها أو حركاتها أو تحدثها .

مبررة أن المرأة لديها مكامن جمال كبيرة إن استطاعت أخذها بعين الاعتبار ذلك يغنيها عن اللجوء للتغيير المفرط في جمالها كالمكياج الفاقع أو إجراء عمليات تجميل دون داع ، ذلك مما يزيدهن قبحا أكثر مما يجملهن سعيا وراء الموضة .

مضيفة : إنني مع الجمال والأناقة ولكنني ضد إتباع الموضة أو الهوس وراء الجمال بشكل مفرط لأن كل ما يزيد عن حده يقلب ضده .

الدراسة التامة مهما كان التغيير بسيطا

يقول طلال عادل (مزين شعر) : إن إقبال النساء على التغيير ازداد عما قبل نتيجة الزمن الذي نحن فيه.. زمن يغلب فيه الحرص على جمال المظهر أكثر من جمال الجوهر خاصة مع إزدهار الدعاية والإعلان يوميا عن تقنيات التجميل وموادها أيضا .

ويضيف طلال إن إقبال النساء على التجميل وتغيير مظهر الشعر وملامح الوجه أصبح كبيرا بشكل واضح. وعن نفسي أجد أن التغيير في المضمون والشخصية أجمل برأيي للمرأة من الجمال الخارجي ، ويجد أن على كل من يلجأ للتغيير في شكله عليه أن يدرسها دراسة تامة من جميع النواحي حتى على مستوى تغيير لون الشعر. يجب أن يتم إختيار ما يناسبه وحسب طبيعة الشعر وليس إتباعا للموضة فقط ، دون إدراك لما سوف يأتي من بعده. حتى البشرة أيضا تدرس قبل إجراء أي تغيير مؤقت كان أم دائما .

المبالغة في التغيير

ويتأفف سامي من مبالغة زوجته في اهتمامها بشكلها وتغييره باستمرار الذي يرى أنه وصل حد الهوس لديها. حيث أصبحت تنفق مبالغ طائلة على ذلك دون اكتراث لمصاريف الحياة الأخرى. قائلا: إنني مع التغيير المعقول الذي يتناسب مع الإمكانيات المادية والمعنوية. مضيفا: إن المرأة بشكل عام تعتقد أن إهتمامها بشكلها في الدرجة الأولى من شأنه الحفاظ على زوجها ولا تفقده. وهذا الإعتقاد خاطئ لأنه لا يكفي أن تهتم المرأة بجمالها على حساب بيتها وأولادها .

رأي علم الاجتماع

أشارت الدكتورة فاطمة الرقاد أُستاذة علم اجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الى أن تسارع الموضة يزيد من عمليات التجميل والتجمل ، الأمر الذي يعبر عن نمط ثقافي استهلاكي فرض نفسه على مختلف المستويات الاجتماعية .

مؤكدة أن هذا يعد نتاجا مركبا ومعقدا لتطور الحياة ، والمتطلبات الإنسانية والنفسية ، كما أنه يدل بشكل ما على فراغ روحي وشعور بالنقص سببه هذا العالم الحديث القائم على الاتصال المفتوح والمباشر ، في الوقت الذي نفتقد فيه الثقة في ذاتنا وقدراتنا ، وربما نتيجة خلل في ثقافتنا الإنسانية مشددة أنه إذا كان الامر يتوقف عند التغيير فقط فإنها مرحلة سوف تمضي ولكن الخوف من الوصول الى حد الهوس في ذلك. وهو ما يعد مرضا وهاجسا تقليديا يصعب القدرة في السيطرة عليه .

JoomShaper