عندما سمح الشارع للمرأة بالعمل وضع أسساً وقواعد وطلب منها مراعاتها ، ونحن لو قمنا بدراسة - بعد مضي عشرات السنين على عمل المرأة - لنعرف المكاسب التي حصلت عليها المرأة العاملة - ماديا ومعنويا - لرأينا أنها خاسرة في كل الأحوال ، فعلى الصعيد الأسري تخسر المرأة استقرارها النفسي بكثرة مشاغلها خارج البيت وداخله ، ونراها دائمة الشكوى من التعب ومن ضيق الوقت ، ومن قلة تفرغها لأولادها فإن جلبت الخادمة ، وقعت في مشاكلها ، وإن اعتمدت على نفسها أرهقت صحتها ، ولابد من إهمال أولادها فهم الوحيدون الذين لا يملكون الضغط عليها لنيل حقوقهم . أما على الصعيد المادي فهناك الأحوال العديدة : فالمرأة إما أن تضع كل أموالها في البيت وبالتالي ينفق وفقا لهوى الرجل ، فمما لا شك فيه سيطرة الرجل على الأمور المادية - على الأقل - في البيت وإما أن تستقل براتبها لنفسها وهنا تبدأ المشاكل المتنوعة . أعرف إحدى المعلمات كانت ترفض أن تعطي زوجها شيئا من راتبها ، فكان ردة فعله أن لا يشتري طعاما للبيت بل تأكل هي خارج البيت ويأكل هو خارج البيت ويعطي لأولاده كل يوم ثمن ( ساندويشة) يأكل كل منهم في مدرسته ، وكأن هذان الأبوان اعتبرا البيت مقرا لشريكين في السكن لا لأسرة تقوم على الود والتراحم .
وأعرف امرأة تعمل وزوجها لا يعمل بحجة أن العمل الذي يعرض عليه لا يلائم مستواه الاجتماعي ، وبالتالي ينفق من مال زوجته وهو يمنّ عليها أن سمح لها بالعمل ، فأين قوامة الرجل التي - أساسها الإنفاق ؟ - ونادراً ما نرى الرجل الذي يحفظ لزوجته حقها ويأخذ من راتبها جزءا يسيراً يحدده القانون لقاء تركها البيت .
فيا أختاه لا تظلمي نفسك ولا تظلمي أولادك مقابل حفنة من المال لن تشعري بلذتها ، فلذة إنفاق الرجل على المرأة لا تعادلها لذة جمع كنوز الدنيا ، فقد كرّمك الله إذ جعل مأواك البيت لتربي أولادك كما ربت أم سليم ابنها أنس بن مالك فما زلت حفيدة لأولئك النسوة الأسوة. 

JoomShaper