غانم سرحان صاحي
المرأة المسلمة : تقية نقية ، صائنة عابدة . المرأة المسلمة : حرة أبية أصيلة كريمة . المرأة المسلمة : قوية ذكية واعية عاقلة . المرأة المسلمة : صادقة صابرة سخية رحيمة . المرأة المسلمة : مطيعة ودودة . المرأة المسلمة : بارة وفية معينة . قال الرسول " ص" ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) . أختي المسلمة : كوني صالحة وزوجة وأما متمثلة معنى العبودية لله واعية تؤمني إيمانا بأنها خلقت في هذه الدنيا لهدف كبير . حدده رب العباد بقوله : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) . إذن فالحياة في نظر المرأة المسلمة الراشدة ليست في قضاء الوقت والإعمال اليومية المألوفة ... والاستمتاع بطيبات الحياة وزينتها ، وإنما الحياة رسالة سامية وهدف منشود ، فعلى كل مؤمن إن ينهض بها على الوجه الذي تتحقق فيه عبادته لله . وهكذا تستطيع المرأة المسلمة إن تكون في عبادتها دائمة وهي تقوم بأعماله كلها كأنها في معبد متحرك دائم مادامت تتحضر في نيتها أنها تقوم بأداء رسالتها في الحياة ، كما أراد الله تعالى لها إن تكون ، أنها لفي عبادة وهي تبر والديها ، وتحسن تبعل زوجها ، وتعتني بتربية أولادها ، وتقوم بأعمالها المنزلية ، وتصل أرحامها ... الخ . مادامت تفعل ذلك كله امتثالا لأمر الله تعالى . وبنية عبادتها إياه ولا يفوت المرأة المسلمة الواعية إن تصقل روحها بالعبادة والذكر وتلاوة القران الكريم في أوقات خاصة لذلك مثلما تهتم بمظهرها وملبسها يجب إن تعير أهمية كبيرة لعبادتها اتجاه ربها سبحانه . وتدرك إن الإنسان مكون من جسم وروح وعقل . وان كل من هذه المكونات الثلاثة له حقه على المرء. وبراعة الإنسان تبدو في إحكام التوازن بين الجسم والعقل والروح بحيث لا يطغى جانب على جانب ، ففي إحكام التوازن بن هذه الجوانب ضمان لنشوء الشخصية السوية المعتدلة الناضجة المتفتحة . فتلتزم العبادة وتزكية النفس وتعطي نفسها من صقل الروح بالعبادة فتقبل على عبادتها بنفس صافية هادئة مطمئنة مهيأة لتغلغل المعاني الروحية في أعماقها . بعيدا عن الضجة والضوضاء والشواغل . ما استطاعت إلى ذلك سبيلا . فإذا صلت أدت صلاتها في هداة من النفس ، وفي صفاء من الفكر بحيث تتشرب نفسها معاني ما تلفظت به في صلاتها من القران وذكر وتسبيحات ، ثم تخلو إلى نفسها قليلا ، فتسبح ربها ، وتتلوا آيات من كتابه ، وتتأمل وتتدبر معاني ما يجري على لسانها من ذكر، وما يدور من جنانها من فكر ، وتستعرض بين حين وأخر حالها ، وما يصدر عنا من تصرفات وأفعال وأقوال ، محاسبة نفسها إن بدت عنها مخالفة ، أو بدأ منها في حق الله تقصير ن فبذلك توتي العبادة ثمرتها المرجوة في تزكية النفس وتصفية الوجدان من ادرأن المخالفة والمعصية ، وتحبط حبائل الشيطان في وسوسته المستمرة المردية للإنسان ، فالمرة المسلمة النقية الصادقة ، قد تخطئ وقد تقصر وقد تزل بها القدم ، ولكنها سرعان ما تخلع من زلتها وتستغفر الله من خطئها ، وتتبرأ من تقصيرها ، وتتوب من ذنبها ، وهذا شان المسلمات التقيات الصالحات ( إن الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ). والمرأة المسلمة التقية تستعين دوما على تقوية روحها وتزكية نفسها بدوام العبادة والذكر والمحاسبة واستحضار خشية الله ومراقبته في أعمالها كلها ، فما أرضاه فعلته وما أسخطه أقلعت عنه ، وبذلك تبقى مستقيمة على الجادة ، لا تجور ولا تنحرف ولا تظلم ولا تبتعد عن سواء السبيل هكذا هي المرأة المسلمة .


JoomShaper