نعيم الجنة للمؤمنين والمؤمنات على السواء
عمرو أبوالفضل
الهجوم على الإسلام يتخذ كل يوم منحى مختلفاً ويتطرق إلى كل ما يتعلق بالدين السمح وتشريعاته، ويسعى الإعلام الغربي إلى تشويه حقائقه ورموزه ووصمه بالتخلف والتطرف ووظف في الهجمة الشرسة عليه الأباطيل الظالمة التي روجها تيار الاستشراق، خاصة موقفه من المرأة والادعاء بأن القرآن الكريم لا يساوي بين الرجل والمرأة في الجنة، فأسهب في الحديث عن النعيم والمغريات والحور العين وجعل كل شيء فيها للرجال، كما تعددت الأحاديث النبوية التي تؤكد ذلك ولا تذكر شيئا يرغب المرأة في الجنة. يقول الدكتور عبدالرحمن عميرة- الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر- إن الشبهات والدعاوى التي يرددها البعض للطعن في الإسلام وشريعته تعود إلى الجهل بأحكامه وعدم معرفة منهجه ومقاصده والوقوف عند ظاهر النصوص دون النظر إلى حقيقة مراميها وأهدافها الكلية. وأضاف أن خصوم الإسلام لا يحكمون العقل والمنطق في التعامل معه ومع قضاياه فدأبهم تصيد الأخطاء ولي عنق الحقائق.

عطاء أخروي
وقال إن الله تعالى عدل ورحمة ويوم الحساب هو يوم العدل العظيم الذي يجزي فيه كل إنسان عن صالحات أعماله وطاعاته لله سبحانه وتعالى والتزامه بالخلق الإسلامي القويم، ولا يمكن عقلا تصور أن الحق عز وجل يفرق في العطاء الأخروي بين الذكور والإناث وقد وعد الجميع بالمثوبة الكبرى والأجر العظيم.

ويوضح أن هذه القضية قديمة وأثيرت منذ صدر الإسلام، ويتأكد ذلك من الحديث الذي رواه الترمذي عن أم عمارة الأنصارية، فقد أتت النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالت ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء، فنزل قول الله تعالى:» إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيما»- الآية 35 من سورة الأحزاب. ويضيف أن آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن نعيم الجنة جاءت على صيغة التعميم والإجمال للإثنين الذكر والأنثى مثل قوله تعالى:»يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم « - الآية 12 سورة الحديد. وقوله سبحانه: «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون «.

JoomShaper