الدستور - رنا حداد
اتفق على تسمية السيدة التي تختار العناية بشؤون بيتها وأسرتها اختيارا أو قسرا ، "ربة منزل" ، وعلق بأذهان الناس أن "ربة المنزل" هذه مهنة تناط بها مسؤوليات تقتصر في المجمل على شؤون التربية والتنظيف والطهي.
ورسخ هذا المفهوم في عقول البعض ان مهنة "ربة المنزل" هي من المهن التي لا يطالها تغيير او تطوير. إلا أن مجموعة كبيرة من السيدات اللاتي دافعن عن هذا اللغط ، أكدن ان هذه المهنة هي من اصعب المهن وانها بدأت تتغيير وتتطور بمساعدة عوامل عديدة منها التكنولوجيا الحديثة والتفات صناع القرار الى هذه الفئة وثقتهم بمقدرة ربات المنازل على احداث تغيير ايجابي يعود بالنفع على عائلاتهن ومجتمعهن.
سيدات ، تحدثن عن مهنتهن كربات منازل ودافعن عن رسالتهن التي لا تقل أهمية عن رسالة وعمل أية سيدة عاملة. طبخ شعبي وعالمي
العالم بات قرية ودخول التكنولوجيا واستخدامها من قبل أفراد الأسر مكن عددا من ربات المنازل الذكيات من الاطلاع على تجارب اخريات والاستفادة منها ، ومن ذلك التغيير الذي طال السيدة الثلاثينية "اريج" والتي حولت مطبخها المنزلي الى بوابة انطلقت من خلالها الى عالم المال والأعمال.
فالسيدة "اريج" تتكفل بإعداد اصناف متنوعة وتسوقها عبر الصديقات والجارات ، وكذلك باتت تتولى اعداد موائد لمن يعجز عن اعدادها في المناسبات والاحتفالات. وعن تطوير ذاتها كربة منزل اجابت "اريج" انها تتابع البرامج الغذائية التي تبث على القنوات الفضائية وتشتري كتب فن الطبخ وتعتمد اسلوب الطبخ الصحي الذي تتناوله العديد من البرامج التلفزيونية.
كما بينت ربة المنزل العاملة انها بصدد الالتحاق بدورة تختص بإعداد مأكولات خاصة بالحميات الغذائية لتطور اداءها المهني
وعن سؤال امكانية توسيع مشروعها وفتح مطعم اجابت: "إن الأمر محسوم فهي لن تغادر منزلها للعمل وانها راضية عما تكسبه من هذه المهنة.
طموح ربة المنزل اريج دفعها الى العمل ايضا على جمع وصفات مأكولات تراثية من حضارات وثقافات متعددة وهي بصدد التحضير لإطلاق كتاب تحت العنوان ذاته.
طورت ذاتي من أجل أسرتي
مفاهيم وعادات كثيرة تغيرت في قاموس ربة المنزل "هناء" فبحسب تعبيرها ساعدها جلوسها في المنزل بعد العمل لمدة عشر سنوات على تطوير ذاتها اكثر من خلال متابعة برامج تثقيفية وتعليمية.
ومن البرامج التي لفتت انتباه السيدة الأربعينية هناء برنامج تناول قصص نجاح سيدات بدأن مشاريع بسيطة بتمويل من مؤسسات تعطي قروضا صغيرة.

هناء توجهت إلى أحد هذه المؤسسات واستقرضت وبدأت مشروعا صغيرا في المنزل يقوم على تنسيق وتزيين قطع الشوكولاته للمناسبات.

واليوم تفتخر السيدة هناء بأنها ربة منزل متطورة ومنتجة وأهابت بالسيدات ربات المنازل الشروع في تطوير ذواتهن لاسيما أن الأمر متاح ويحتاج فقط الى ادراك وارادة.

زادت ثقافتي

في حين ترى جميلة انها طورت من ذاتها كربة منزل من خلال زيادة وعيها بشؤون تختص بحياة افراد اسرتها اليومية.

جميلة زادت ان المرأة الجالسة بالمنزل بات بإمكانها التواصل مع العالم الخارجي بسهولة ويسر وانه اصبح من الضروري بمكان ان تسعى الأمهات والسيدات الى الاستفادة من الانفتاح على عوالم جديدة بما يعود بالنفع والفائدة عليها وعلى اسرتها.

واضافت جميلة ان التخلف يقف بالمرصاد لمن لا يطور نفسه عموما ، وربة المنزل خصوصا فهي "من وجهة نظر ام بلال" الأقدر على احداث تغيير في اسرتها وبالتالي في مجتمعها ، من خلال تنمية ثقافتها ووعيها ومسايرة التطور التربوي ووسائل الحياة الصحية التي لا ينفك الإعلام بكافة ادواته يسلط الضوء عليها.

وزادت جميلة ان خروجها للتسوق لا يخلو من شراء صحف ومجلات تختارها وفق موضوعات صحية واجتماعية ودينية مبينة ان مطالعة هذه الموضوعات تجعلها متابعة لكل ما من شأنه ان يطور حياة ابنائها واسرتها.

ربات المنازل والضمان الاجتماعي

وان كانت هؤلاء السيدات استفدن من موجة التطوير والتغيير وبدأن يرفدن أسرهن بدخول تسهم في مواجهة صعوبات الحياة ، نجد أن كثيرا من "ربات المنازل" طالهن التغيير في مناح أخرى استفدن هن وعائلاتهن بسبب التغيير والتطوير.

فالسيدة "رائدة سعيد "رأت ان الاشتراك في الضمان الاجتماعي رغم كونها ربة منزل لا ترغب في العمل والالتحاق بوظيفة ، امر يحقق لها ضمانا في المستقبل تحصل من خلاله على تأمين يغنيها عن السؤال.

وايدتها في الطرح الثلاثينية ربة المنزل "آمنة كيلاني" والتي رأت في امكانية اشتراك ربة المنزل التي لا تعمل خارج منزلها في الضمان ، امرا متطورا يضمن للسيدات غير العاملات دخلا مستقبليا ونوعا من انواع الضمان.

وبعد..
إن ظاهرة ربة المنزل ، تكاد تكون ملازمة لكل الحضارات والثقافات إلا أن الجديد والجدير بتسليط الضوء عليه ، هو أن كثيرات استطعن تغيير مفهوم "عدم إنتاجية هذه المهنة" بل وتعدى الأمر اثبات ان "ربة المنزل" هي الأداة الأولى في التغيير الذي يضمن للأسر والمجتمعات اللحاق بعجلة النمو والتطوير المتنامية السرعة.


JoomShaper