سحر الرملاوي
أربعة شهور على الاكثر وتنطلق فعاليات الجنادرية اشهر المواسم الثقافية في المملكة على الاطلاق ، لذا فمن المتوقع ان الإعداد لهذا الموسم يسير على قدم وساق منذ انتهاء موسم العام الماضي ، وذلك سعيا نحو التغيير والتميز وضخ فكر واسلوب جديدين على الفعاليات السنوية ..
ولطالما كتبنا ونادينا معشر الصحافيين بضرورة رؤية نقلات نوعية في التعاطي مع المناسبات الوطنية ، وفي الوقت الذي اصبحت الجنادرية فيه اشهر من نار على علم في مختلف بقاع الكرة الارضية كاسم اقترن بالثقافة والتراث في المملكة فان المتابع لانشطتها وفعاليتها السنوية يلاحظ زحفا بطيئا نحو التجديد والانطلاق في فكر تنفيذ هذه الفعاليات ، ويلاحظ ثباتا يكاد يصل الى حد المطابقة في الانشطة سنة بعد سنة وهذا امر مستهجن ومرفوض ويخالف سنة الحياة في المضي قدما والتطور والتجديد الدائمين .. ولعلي اركز هنا على الانشطة النسائية باعتبارها محدودة الحركة وتراوح مكانها منذ اكثر من 20سنة مهرجان فالفكر التقليدي يسيطر بشكل كبير على فعاليات الايام النسائية وتكرار البرنامج سنة بعد سنة مع اختلاف العناوين يؤكد على ان المرأة لا تزال تحاول ان تخرق جدار الصلاحيات المحدودة لكنها لا تستطيع ، فحتى الان لم يتم تشكيل اللجان الثقافية النسائية او انها مشكلة لكنها بلا صوت وبلا نشاط فحتى الان لم نقرأ او نسمع عن اجتماع واحد للجنة المشورة وكأن الفعاليات النسائية تحصيل حاصل يمكن ان يبدأ الاعداد لها قبيل المناسبة بساعات او ايام قليلة ..

والذي افهمه ان نشاطا ثقافيا بهذا الحجم آن الاوان له بعد ربع قرن من العطاء أن يتولى توجيه الحركة الثقافية العصرية والاصيلة في البلاد ، فهو المنوط به من وجهة نظري الخاصة اكتشاف المواهب الابداعية وصقلها ونشرها في العالم كله وهو ايضا المنوط به نشر ثقافة المملكة والتعريف بها في كل انحاء العالم وهو الذي ينبغي ان يخرج من عباءته التقليدية ليقدم افكارا وفعاليات جديدة تعادل ميزانيته الضخمة وتترك بصمة حقيقية وفاعلة على المسار الثقافي للمملكة .

ومن اجل تحقيق كل هذا لابد من العمل المسبق وفق رؤية معد لها باتقان لاستقطاب المواهب الشابة ونفض الغبار عن المواهب الثقافية الدفينة مع الاخذ في الاعتبار ان الثقافة مفهوم واسع يمكن ان يشمل حتى المواقع الالكترونية وتصميم البرامج و الانتاج التلفزيوني والانتاج المسرحي وغير ذلك من انتاج ثقافي ينبغي ان يحتضنه المهرجان ويشرف عليه ..

بل اننا حتى الان لم نسمع بجائزة باسم المهرجان ، اوانتاج فكري يخصص لصالحه ، وعلى الجانب النسائي لم يحدد بشكل صريح احتفاء سنوي بشخصية نسائية مبدعة أسوة بالرجال يتم اختيارها وفق معايير معلنة وقابلة للقياس والتنافس ..

صدقا ايها القائمون على المهرجان ... ماذا تنتظرون؟!

 

جريدة الرياض

JoomShaper