تستطيع كل أنثى ان تعيش المرحلة الذهبية في حياتها بعد انقطاع الطمث أي توقف العادة الشهرية .
و يجب ان تحرص على الأستمتاع بسنوات بعد الأربعين لان الوقت قد حان لتجني خلاله ما زرعت وجاهدت من أجله، طوال حياتها الفائتة.
فالابناء قد كبروا ،وتجاوزوا مرحلة المراقبة والعناية المكثفة التي كانت ذات يوم تقدمها الأم ،وتبذل في سبيلها كل جهد مستطاع و الثوابت قد تحققت ،ان لم يكن كلها فمعظمها، والانثى قد تراكمت لديها الخبرات واصبحت اكثر سيطرة على أمور حياتها .
وهذه المرحلة الذهبية تتصورها معظم النساء ومن حولهن بصورة خاطئة ويطغى عليها التشاؤم واليأس، فبدل اعتبار غياب الدورة الشهرية أمرا يسهل على المرأة أمورا كثيرة ويحدث تحولا إيجابيا في حياتها، تعتبر معظم النساء أنه دلالة على فقدان القدرة على الإنجاب ما يعني فقدان القدرة على الإنتاج والاستمتاع بمباهج الحياة، وكأن المباهج هي فقط وظيفة بيولوجية تتعلق بالانجاب ،فان توقف ،غابت المباهج.
وعلى الانثى ان تعي بأن حياتها تشهد تغيرات جسدية ونفسية تختلف باختلاف المراحل التي تمر بها، فكما لمراحل البلوغ والزواج والحمل والولادة خصائصها، كذلك فإن لفترة ما بعد سن الأربعين خصائص ومستجدات تؤثر في حياتها على الصعيدين الشخص والاجتماعي.
ومن أبرز التغيرات التي تطرأ على جسم المرأة بين ال 45 وال 50 هو انقطاع الطمث وللأمر ايجابياته ،فقد حان الأوان أن يرتاح جسمها من أعباء الحمل والولادة وتربية الأولاد ،وأن تستعيد نشاطها وتستفيد من خبرتها لتحافظ على صحة عائلتها وسلامتها.
اذن الانثى أصبح لديها الوقت الكافي للاهتمام بنفسها والاستمتاع بالحياة الزوجية والاجتماعية بشكل أفضل مما كانت عليه، وما عليها الا ان تضع نفسها في ميمعان الحياة من جديد.. بالعمل والعطاء من خلال العمل اليدوي أو العمل الخيري الاجتماعي أو العائلي وغيرها من الأعمال التي تهدف إلى تعزيز قدرتها على الإنتاج و ثقتها بنفسها.
ومن الاهمية التذكير بان واجبا ملقى على الزوج والابناء بتعزيز مساهمة الأم في حياة المجتمع والعائلة معا خلال هذه المرحلة من حياتها ،وذلك ما يؤمن هذه النقلة النوعية السلسة لما كان يعتبره البعض سن اليأس إلى مفهوم جديد مبني على التفاؤل والأمل بحياة أفضل وهو سن الفرح بما جنت وتعبت من أجله.
اما كيفية التعاطي مع عوارض انقطاع الطمث فليست معقدة ،وتتم بتجنب المأكولات الساخنة والتي تحتوي على بهارات لأنها تزيد النوبات الساخنة والتعرق وممارسة تمارين رياضية بانتظام لتحافظ الانثى على وزنها وتخفف آلام الظهر والمفاصل وتشعر بالنشاط والحيوية .
وتنصح النساء في هذه المرحلة بالابتعاد عن شرب القهوة والشاي لأنها تحتوي على مواد مسببة للتوتر العصبي والأرق وكذلك تناول أغذية صحية مثل الخضار والفاكهة والحبوب والحليب ومشتقاته واللحوم الخفيفة الدسم لتحافظ على وزنها وتحمي نفسها من سوء التغذية .
في الجانب الاجتماعي ينصح ان تشرك الانثى أفراد عائلتها وخاصة الزوج والابناء بمشاعرها والتغيرات التي تتعرض لها وتطلب منهم التفهم والمساعدة ،والعلم يقدم كل يوم ما هو جديد للمساهمة في التخفيف من حدة الآثار الصحية خلال مرحلة سن الأمان، ومن أبرز هذه الوسائل المعالجة بالهرمونات ،ومبدؤها بسيط جدا ،ويقوم على تزويد الجسم بكميات من الاستروجين والبروجسترون للتعويض عن الكميات التي توقف عن إفرازها نتيجة انقطاع الطمث لإزالة العوارض التي قد يسببها هذا الانقطاع.
أما فوائد هذا النوع من العلاج فهو يخفف هشاشة العظام ويحمي من مخاطر ترقق العظام و يؤمن حماية من أمراض القلب ويخفض نسبة الكولسترول في الدم و يساهم في إعادة الرطوبة إلى المهبل و يحمي من التجاعيد التي تطرأ على البشرة مع تقدم العمر كما يساعد على التغلب على التقلبات المزاجية والاكتئاب الذي قد يرافق هذه المرحلة كالنوبات الساخنة والآلام الأخرى وغيرها

 

جريدة الرأي

JoomShaper