بشار منلا علي

سأبدأ مما قرأته مؤخرا في إحدى الجرائد الرسمية نقلا\" عما قالته المخرجة المصرية إيناس الدغيدي: ( ... فالمرأة أذكى من الرجل، لكنها تقوم بما تريد من تحت ( الطربيزة ) كل ما أفعله أنني أقول لها تحرري وافعلي ما تريدين علانية..).
أنا لا أستغرب ما تقوله  تلك المخرجة ولن أقول الجرئية بل الوقحة فهي معروفة وتبني شهرتها على المشاهد أو الدلالات الجنسية ، لكن أستهجن أن تنشر جريدة رسمية ما تقوله تلك المخرجة دون تعليق فقط من باب أخذ العلم، هل وصلنا  لتلك المرحلة التي ننقل الرأي الآخر ( افتراضا) دون تعليق أو تنبيه أو بيان الصح من الخطأ.


أنا أشبّه عدم التمييز بين تحرر المرأة أو تسيبها مثل عدم التمييز بين المقاومة والإرهاب، نعم هنالك شبه كبير بينهما ، كلنا ندعو لتحرر المرأة الصحيح : ندعوها لتتعلم ، ندعوها لأن تأخذ دورها في هذا المجتمع ، ندعوها أن تعمل ضمن نطاق العمل اللائق لها وللآخرين ، ندعوها لتربي وتبني الأسرة ، وذلك جنبا إلى جنبا مع الرجل، لكن لا يعني بالضرورة جنبا إلى جنب مع الرجل أن كتفها إلى كتفه !، إن كلا\" من الرجل والمرأة لهما مسؤوليته في هذا المجتمع وحسب طبيعته وجنسه وخصوصيته، أما ما تريده تلك المخرجة وأمثالها وظلال أمثالها فهو تسيب المرأة وتحررها من كل الأخلاق والآداب يريدونها مثل تلك فتيات الفيديو كليب ومشتقاتها، هل هذا هو التحرر المطلوب !، كم المقاومة شريفة ومشرّفة وتشعرنا بالفخر والكرامة ، وذلك الإرهاب الذي يطل بثوبه الخفي ويريدون منه أن يلبس ثوبا آخر ليطمس لنا حقيقته وماهيته فلا نستطيع التمييز بين المقاومة والإرهاب، ويريدوننا ألا نميز بين العفاف والانحلال، يريدوننا ألا نميز بين الرقي والانحدار.

حذاري حذاري أيها المجتمع ، أيتها الفتيات والنساء من الانسياق تحت الألفاظ الجميلة والرنانة إلى موقع الخطأ والسقوط .

علينا وعليكنّ أن نعلم أن السفينة لا يقودها إلا ربان واحد ( تلك حقيقة وواقع رضينا أم أبينا ) وعندما قام الرجل والمرأة بصك العقد بينها ( عقد الزواج ) فهذا إذعان أن أحدهما سيكون الربان ( الرجل أو المرأة ) ولكم ولكنّ أن تعلموا أيهما أنسب لقيادة السفينة ، وفي كافة الأحوال قيادة السفينة لا تعني أن يستغل باقي أفرادها أو يتهكم عليهم أو يكون المتسلط القوي الجبار ، وإذا وجد من يفعل  ذلك فذلك مشكلة من يتجاوز وينحرف أيا\" كان رجلا\" أو امرأة\".

دعونا نعترف أن العمل داخل البيت هو عمل، وعمل عظيم ويجب أن يكون مأجورا\" بالدنيا قبل الآخرة أي من يقوم بالعمل في البيت يتوجب على الطرف الآخر أن يرعاه ويصرف عليه ويؤمن احتياجاته ويلبي طلباته (ضمن الواقع والعقل والمستوى الاجتماعي)، ولا يعني العمل بالبيت أن يحبس الشخص نفسه في البيت أو ألا يكون له عمل آخر فكثير من الناس يملك عملين أو أكثر، لكن في كافة الأحوال يجب أن نعلم  سلم الأولويات وترتيب درجاتها وأهمية كل منها، والاستفادة من الوقت وبناء مجتمع عصري سليم حضاري بأسس قويمة وأخلاق حميدة ، بعمل وكفاح وليس بكلام كال.... أو بحرب بلا سلاح.

 

 

سيريا نيوز

JoomShaper