عبد القادر مصطفى عبد القادر
أوقن أن الله قد خلق كل كائن بطبيعة معينة.. لأداء مهمة معينة.. وفق معايير معينة، وحين يتخطى هذا الكائن حدود مهمته طمعاً في أداء مهمة كائن آخر فإنه - وقتئذٍ- يسعى للتملص من خصائصه التي خُلق بها ليُمارس أعمالاً لا تتفق مع تكوينه الجسماني والعقلي والحركي، بحثاً عن سراب يحسبه الظمآن ماء، واستجابة لوسوسة خبيثة ترمى إلى خلط الأوراق وتداخل الأدوار، لإحداث خلل مقصود في حركة المجتمع.
نعم، قد تتسع مهمة المرأة في المجتمع طولاً وعرضاً وعمقاً وفق مكتسبات عصرية وفكرية وثقافية، وفى هذا إثراء وتجويد لدورها، لكن ليس من مصلحة المجتمع أن يُصنع للمرأة فلك جديد لتدور فيه حول ذاتها وطموحاتها وتنسى - وهى تدور - رسالتها العظمى نحو بيتها وأولادها، على نحو ما نرى الآن من محاولات حثيثة لنزع المرأة من أرضها، ثم غرسها في تربة لن تـُزهر فيها ولن تـُثمر!!.
إن المرأة كزوجة وكأم.. هي من المجتمع كالجذر من الشجرة، صحيح أن الجذر لا يظهر للعيان، لكن عن طريقه تُغذى الشجرة، وبه تـَثبت في الأرض وتقاوم الريح، وبه تـُثبت أحقيتها بامتلاك جزء من الأرض، فلو تخلى الجذر عن مهمته وبحث يوماً عن الضوء لهلك ولهلكت معه كل أجزاء الشجرة، إذ ليس المهم.. أين يقع الجذر؟ لكن الأهم.. ما مدى دقة وخطورة الدور الذي يقوم به في منظومة حياة الشجرة؟!!.
لذا فمن الأهمية بمكان أن يُوضع دور المرأة تجاه بيتها وأولادها في مكان بارز على الخريطة الإعلامية، حتى تشعر بقيمة ما تقدمه للمجتمع، فإذا كان الإعلام يُسَوِّق للإنتاج المادي ويبرز دور الوحدات المُنتجة للسلع الجيدة في الاقتصاد والدخل، فمن باب أولى أن يُعْلِمَ الناس عن أبناء نابهين أفرزتهم يَدُ أم تعمل في الخفاء - كجذر الشجرة - لتقدم للمجتمع أفضل إنتاج على الإطلاق، ومن ثم فليس في تكريم الأمهات النابهات والزوجات الصالحات أي بدعة، ما دام في ذلك تحفيز لهن كي يُتقن دورهن ويُبدعن في أداء رسالتهن السامية.
صحيفة الاقتصادية
حتى تعود المرأة إلى موقعها!!
- التفاصيل