الإنسان دون هدف كسفينة دون دفة ..كلاهما ينتهي به الأمر إلى الصخور..لعل توماس كارليل مصيب جدا في قوله وتعبيره هذا،لأن النهايات غالبا ماتحسم فيها الرغبات والآمال والأماني،سلبا أم إيجابا.

وإذا ماجلنا في ساحة الواقع نجد أن لكل منا هدفاً وطموحاً ومستقبلاً يرنو إليه،وقد ينال المرء فيما يحب الوصول له خلال فترة قصيرة من مسيرة العمل والاجتهاد،وربما يتعثر البعض لسنوات وسنوات،فيندبون الحظ ويطلقون الأحكام على البخت العاثرملقون اللوم على الأيام والأهل والأسرة وربما الزمان والمكان والمجتمع.‏

دون أدنى التفاتة إلى أنهم قد يكونون هم السبب في عدم إبصار طريقة حياتهم واختياراتهم السليمة والصحيحة والمقنعة وفق الواقع والظروف والاحتياجات والقدرات فيما يخص التعليم وتحصيل الشهادات، أوعلى صعيد الزواج وتكوين الأسرة ،أو القيام بأعمال عامة ،خاصة أو حرة.‏

هي مجموعة معضلات وعدة محطات ،قد نستريح على ضفافها هنا وهناك ،نخطىء ونتعثر وقد نصيب ونصوب الهدف حيث نريد وإن كان بالصدفة لذلك يتطلب من المرء أن يكون على دراية تامة بمفردات اختيار الهدف والسعي ماأمكن للوصول إلى الطموح المطلوب وفق الإمكانات المتوفرة أكانت فكرية أم معنوية أم مادية.‏

ويبدو هنا أن تحقيق الهدف يحتاج إلى سعي ،إلى نظرة واقعية ثاقبة للأمور،من حيث دراسة الإمكانيات والمقومات والمقدرات، والأهم في هذا الإطار هو فعل الإرادة والرغبة في تجريب ماأمكن من وسائل وإجراءات،فالطالب المجد هدفه النجاح والتفوق ودراسة الفرع الذي يتمناه،فنجده يستثمر الوقت بالشكل الأمثل،على عكس الطالب اللامبالي وبنفس الوقت يحلم بالتفوق والنجاح.‏

كما أن المعلم المربي هدفه أن يكون قادرا على النهوض والتقدم بالعملية التربوية وإيصال كامل المعلومات والمعارف إلى أبنائه بسلاسة وتنظيم ودقة،أيضا الأم الفاضلة ترمي في أحلامها وآمالها أن تربي أبناءها على الخير وقس على ذلك الكثير..‏

 

إن كل شىء يحتاج إلى عمل وأمل ولولا الأمل ماكان العمل كما يقول العارفون لتحقيق الأهداف والطموحات.. من خلال السعي والمثابرة والاجتهاد.‏

JoomShaper